طاسيلي ناجر.. إكتشف بـ 28 صورة أكبر متحف طبيعي على الهواء الطلق في العالم

طاسيلي ناجّر أو تاسيلي نعاجر (هضبة من الأنهار) هي سلسلة جبلية تقع بولاية إليزي في الجنوب الشرقي للجزائر. وهي هضبة قاحلة حصوية ترتفع بأكثر من 2000 م عن سطح البحر عرضها من 50 إلى 60 كم وطولها 800 كم مشكلة مساحة تقدر ب12000 كم2، أعلى قمة جبلية وهي أدرار أفاو ترتفع ب 2,158 م على كل مساحتها ترتفع من على الرمال قمم صخرية متآكلة جدا تعرف بالغابات الصخرية وكأنها أطلال مدن قديمة مهجورة بفعل الزمن والعواصف الرملية.

لوحات تاسيلي الصخرية أو نقوش تاسيلي الصخرية بطاسيلي ناجر(الجزائر) تعود لحولي 9 إلى 10 ألآف سنة أي للعصر الحجري الحديث وبعضها يصل مايين 20 الف سنة و حتى 30 الف سنة !!!وتشبه كثيراً النقوش الصخرية بالجنوب الغربي الجزائري أو كما يسمى الجنوب الوهراني وفزان (ليبيا),بعض هذه الرسوم في جابارن ولاية اليزي يصل عمره الى ثلاثين الف عام .
بعد أن إكتشف رسومات الهقار وطاسيلي سنتي 1956-1957، باشر هنري لوت سنة 1959 جرد النقوش الصخرية بواد جرات المكتشفة سنة 1932.


فن ماقبل التاريخ


تم العثور على تحف فنية من أشكال لحيوانات في نطاق الطاسيلي ويلاحظ أيضا لوحات ما قبل التاريخ في الصخور وغيرها من المواقع الأثرية القديمة، التي يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث عندما كان المناخ المحلي رطب بكثير مع تواجد السافانا بدلا من الصحراء.وتتنوع الصور الموجودة بين صور لعمليات رعي الأبقار وسط مروج ضخمة، وصور لخيول‏‏، ونقوش لانهار وحدائق غناء، وحيوانات برية، ومراسم دينية، وبعض الآلهة القديمة. وقد كان الوصول إلي اكتشاف هذه الكهوف صعبا ومتأخرا، نتيجة لوقوعها في قلب منطقة “جبارين” حيث الصحراء قاحلة والمناخ شديد الحرارة.

الجيولوجيا
تتكون كهوف طاسيلي من مجموعة من تشكيلات الصخور البركانية والرملية الغريبة الشكل والتي تشبه الخرائب والأطلال، وتعرف باسم “الغابات الحجرية”. وتوجد الكهوف فوق هضبة مرتفعة يجاورها جرف عميق في منطقة تتواجد بها نسبة كبيرة من الكثبان الرملية المتحركة. تحتوي جدران هذه الكهوف مجموعة من النقوش الغريبة التي تمثل حياة كاملة لحضارة قديمة. ومن تحليل هذه الصور اكتشف الخبراء أن تاريخها يعود إلي 30 ألف عام.

الحقب التاريخية
خلال الفترة الرطبة من العصر الحجري الحديث (ما بين 9000 و2500 قبل الميلاد)، كانت الصحراء الكبرى مكسوة بالعشب وتصلح لأن يستوطنها البشر والحيوان مثل النعام والزرافات والفيلة والظباء. كما ساعدت وفرة المياه وبعض البحيرات الكبيرة هناك على تشجيع حياة الأسماك والتماسيح وفرس النهر. فساعدت هذه الظروف المؤاتية صيادي البراري وفيما بعد الرعاة على بناء المخيمات والمساكن في مختلف هضاب وأراضي الصحراء المرتفعة الخصبة.

وبحلول عام 2500 قبل الميلاد، أصبحت الصحراء، باستثناء نهر النيل، أرضا قاحلة فلم تعد تصلح أن يسكنها بني البشر. ولكن ذلك الماضي الخصب بقي من خلال الرسومات والنقوش التي تركها السكان مجسدة على الصخور عبر بقاع الصحراء. فعلى تلك الصخور أصبحت الرسومات الجميلة للأشكال البشرية تذكارا مرئيا لمعتقدات وممارسات سكان شمال أفريقيا الأقدمون خلال فترات تكيفهم مع بيئتهم المتغيرة واكتسابهم لأدوات وعادات جديدة. فأكثر من نصف الفنون المنقوشة على الصخور الصحراوية توجد في منطقة طاسيلي ناجر (“سهل الوديان العديدة” بلغة الطوارق) جنوب شرق الجزائر. وتوجد مواقع أخرى في الصحراء الليبية وشمال النيجر. فقد تم التعرف على أزيد من 30 ألف موقع إلى حد الآن. وأصبح تحديد تاريخ تلك الرسومات والنقوش موضع نقاش ساخن بين العلماء
رغم أنهم يتفقون عموما على أنه يمكن تقسيم تلك الحقبة إلى أربع حقب رئيسية متتالية بناء على أسلوب ومحتوى الرسومات:

الحقبة البائدة أو البابلسية (مرحلة الصيد البري قبل 5000 قبل الميلاد):
تُجسد النقوش المحاكية للطبيعة على الأحجار ذات الأشكال الضخمة الحيوانات التي تعرضت للانقراض في تلك الحقبة بما فيها البقر الوحشي والفيلة ووحيدي القرن والزرافات والظباء وفرس النهر. ويكاد لايكون هناك أي تجسيد للحيوانات الأليفة مما قد يعني أن السكان آنذاك قد اعتاشوا بصيد الحيوانات الضخمة. وتظهر أشكال الرجال وهم مسلحون بالعصي والرماح والفؤوس والأقواس. وتتمثل أحسن النماذج عن هذه الحقبة في نقوشات وادي دجيرات في طاسيلي الناجر، والزرافات في منطقة أير بالنيجر وبعض النقوش في منطقة المساك اليبية.

الحقبة البوفيدية (رعاة القطعان) 4500 إلى 2500 قبل الميلاد:
توافق هذه الحقبة وصول القطعان إلى شمال أفريقيا ما بين 4500 و4000 قبل الميلاد. إذ أن غالبية النقوش والرسومات تعود إلى هذه الحقبة. وتبين بعض المشاهد ٍأشخاصا وهم منهمكون في قضاء أعمالهم اليومية بينما تجسد نماذج أخرى قطعان الحيوانات المولفة والأغنام والماعز وأحيانا تبين الرعاة بقرب قطعانهم.هذه الرسومات لها سحنة أكثر جمالا بفضل استخدام اللون الصلصالي الأحمر والصبغات البيضاء. ويعتقد أن الرسامين كانوا من الرعاة الرحل يشبه أسلوبه معيشتهم قبائل النوبة اليوم في السودان والقبائل الفولانية في النيجر. وتوجد غالبية الرسومات البوفيدية في طاسيلي وجبال أكاكوس في ليبيا.

حقبة الخيول (حوالي 1200 قبل الميلاد):
تجسد الرسومات من هذه الحقبة بشرا مسلحين بأسلحة صغيرة وعربات تجرها الخيول. ويعتقد أن الحصان كان قد بدأ استخدامه في الصحراء حوال 1200 قبل الميلاد. كما تعتبر جودة هذه الرسومات هزيلة بالمقارنة مع الحقبة السابقة حيث تبدو أشكال البشر أقل حجما وتتخذ شكل ساعات رملية.

حقبة الجمال (1200 قبل الميلاد):
بحلول هذا التاريخ، تمت عملية التصحر في شمال أفريقيا فاستعيض عن الحصان بالجمل “صديق الصحراء” في فن الرسم على الصخور وفي حياة الناس.
خضعت عملية تقسيم تاريخ شمال أفريقيا هذه للتمحيص من قبل العلماء الذين يتساءلون عن مدى مصداقية التسلسل الزمني على صعيد الصحراء ككل. حيث يعيق حجم الصحراء الهائل والتعقيدات السياسية في المنطقة إجراء دراسة أكثر خصوصية تركز على التنوع الإقليمي. ولهذا يبقى فن النقش على الصخور عموما مجالا ينقصه البحث وبذلك غير مفهوم بشكل جيد.
كانت الصحراء الغربية لشمال أفريقيا مصبا لنهر النيل قبل عشرات آلاف السنين كما يقول بعض العلماء مستدلين على الكمية الهائلة من المياه الجوفية والبحيرات المتواجدة بها

 

تصنيف اليونيسكو



في 1982 أدخلت اليونسكو الموقع في قائمة التراث العالمي وفي 1986 محمية الإنسان والبيوسفير حيوانات نادرة في طريق الانقراض وجدت ملاذا في المنطقة كاللأروية (الضأن البربري) وأنواع عديدة من الغزال والفهود وحيوانات أخرى. وبعد أن صنفتها اليونيسكو ضمن الإرث التاريخي الوطني في يوليو 1972، تم إدراج طاسيلي نعاجر إرثا حضاريا عالميا سنة 1982 بفضل ثرواتها الثقافية ثم لقيت الاعتراف في شبكة برنامج اليونيسكو الإنسان والمجال الحيوي كمحمية إنسانية ومجال حيوي، في حين تم إدراج بحيرة إهرير سنة 2001 كمنطقة رطبة ذات أهمية عالمية ضمن لائحة معاهدة رامسار الدولية حول المناطق الرطبة. يشكل الموقع أكبر متحف للرسوم الصخرية البدائة في كل الكرة الأرضية وقد تم إحصاء أكثر من 30,000 رسم تصف الطقوس الدينية والحياة اليومية لللإنسان الدي عاش في هذه المناطق أثناء حقبة ما قبل التاريخ. مما ينبهنا ويجعلنا نتخيل كيف كانت هذه المناطق القاحلة العقيمة تعج الخضرة والحياة[3


الطاسيلي والخيال العلمي


وجود بعض الرسومات التي تظهر كائنات غريبة ليست بشرية ولا حيوانية, غذى مجموعة من الأفكار عن تواجد كائنات فضائية وأخرى قادمة من المستقبل كما نرى على الرسومات التالية.

شاهد بالفيديو:

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

كشافة المهدي.. محاضن حزب الله التربوية ومورده البشري | أخبار

بعد قرابة 40 عاما على تأسيس حزب الله في لبنان، تعود الذاكرة ببعض المراقبين إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *