كلودين غاي.. أميركية سوداء أطاح بها لوبي إسرائيل من رئاسة جامعة هارفارد | الموسوعة

كلودين غاي باحثة سياسية أميركية ومديرة أكاديمية شغلت منصب عميدة الدراسات الاجتماعية وعميدة كلية الآداب والعلوم بجامعة هارفارد، ثم أصبحت الرئيسة الثلاثين لهذه الجامعة العريقة، وهي أول أميركية سوداء تتقلد هذا المنصب، قبل أن تقدم استقالتها بسبب اتهامات لها بـ”معاداة السامية”.

عملت غاي أستاذة للدراسات الحكومية والأفريقية الأميركية في جامعة هارفارد، وتناولت أبحاثها السلوك السياسي الأميركي، بما في ذلك نسبة إقبال الناخبين وسياسات العرق والهوية.

المولد والنشأة

ولدت كلودين غاي عام 1970 في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة لأبوين مهاجرين من هاييتي، حيث كانت والدتها ممرضة، فيما عمل والدها مهندسا.

عاشت كلودين معظم فترة طفولتها في مدينة نيويورك، ثم انتقلت مع والديها إلى حيث عمل والدها في فيلق المهندسين بالجيش الأميركي.

ويشار إلى أنها ابنة عم الكاتبة الأميركية روكسان غاي.

Boston, MA - October 31: The Harvard Allston Land Co. and Tishman Speyer hosted a groundbreaking ceremony for the first phase of the future Harvard Enterprise Research Campus. The project will include 900,000 square feet of space, including labs, 343 apartments, a 246-room hotel, street level shops and restaurants, and more than two acres of community-oriented public outdoor space. Claudine Gay, President of Harvard University, at event. (Photo by Jonathan Wiggs/The Boston Globe via Getty Images)
كلودين غاي ولدت في نيويورك لأبوين من هاييتي (غيتي)

الدراسة والتكوين

التحقت كلودين غاي بأكاديمية فيليبس إكستر، وهي مدرسة داخلية خاصة في إكستر في نيوهامبشير، وتخرجت في عام 1988 لتلتحق بعدها بجامعة برينستون لمدة عام واحد، قبل أن تنتقل إلى جامعة ستانفورد، حيث درست الاقتصاد وتخرجت عام 1992.

حصلت على جائزة “آنا لورا مايرز” لأفضل أطروحة جامعية في الاقتصاد، وفي عام 1998 حازت على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، وفازت بجائزة توبان من الجامعة لأفضل أطروحة في العلوم السياسية.

الوظائف والمسؤوليات

بعد تخرجها عملت كلودين أستاذة مساعدة ثم أستاذة مشاركة في قسم العلوم السياسية بجامعة ستانفورد بين عامي 2000 و2006، وفي العام الدراسي 2003-2004 أصبحت زميلة في مركز الدراسات المتقدمة في العلوم السلوكية.

وتعتبر كلودين غاي باحثة رائدة في السلوك السياسي الأميركي، إذ درست السياسة العنصرية والإثنية في الولايات المتحدة، وسياسة السود في حقبة ما بعد الحقوق المدنية، والمواطنة الديمقراطية وغيرها.

وتناولت أبحاثها موضوعات، مثل كيفية تأثير انتخاب أصحاب المناصب من الأقليات على تصورات المواطنين لحكومتهم واهتمامهم بالسياسة والشؤون العامة، وكيف تشكل البيئة المواقف العنصرية والسياسية بين الأميركيين السود، وجذور المنافسة والتعاون بين الأقليات، مع التركيز بشكل خاص على العلاقات بين الأميركيين السود واللاتينيين، وعواقب برامج التنقل السكني على المشاركة السياسية بين الفقراء.

تم تعيين كلودين غاي من قبل جامعة هارفارد لتكون أستاذة في الحكومة عام 2006، ثم عينت أستاذة للدراسات الأميركية الأفريقية في عام 2007.

وفي عام 2015 تم تعيينها عميدة للدراسات الاجتماعية في كلية الآداب والعلوم بجامعة هارفارد، وفي عام 2018 تم تعيينها عميدة للكلية نفسها، فوجهت الجهود الرامية إلى توسيع نطاق وصول الطلاب وفرصهم، وتحفيز التميز والابتكار في التدريس والبحث، وتعزيز جوانب الثقافة الأكاديمية للكلية، وسعت لجذب الاهتمام إلى مجالات مثل تغير المناخ والعرق والأصل والهجرة.

وقد نجحت غاي في قيادة الكلية خلال جائحة فيروس كورونا، مع إعطاء الأولوية بشكل مستمر وفعال للأهداف المزدوجة المتمثلة في حماية صحة المجتمع والحفاظ على الاستمرارية والتقدم الأكاديمي.

FILE PHOTO: Incoming President of Harvard University and current Dean of the Faculty of Arts and Sciences Claudine Gay listens during Harvard University’s 372nd Commencement Exercises in Cambridge, Massachusetts, U.S., May 25, 2023. REUTERS/Brian Snyder/File Photo
كلودين غاي شغلت أيضا منصب نائب رئيس جمعية العلوم السياسية في الغرب الأوسط (رويترز)

كما أطلقت وقادت عملية تخطيط إستراتيجي طموحة وشاملة وموجهة من قبل أعضاء هيئة التدريس تهدف إلى إلقاء نظرة جديدة على الجوانب الأساسية للهياكل الأكاديمية والموارد والعمليات في الكلية وتعزيز التميز الأكاديمي.

وإضافة إلى الوقت الذي قضته في جامعتي هارفارد وستانفورد شغلت كلودين غاي منصب نائب رئيس جمعية العلوم السياسية في الغرب الأوسط من عام 2014 إلى عام 2017، وكانت عضوة في مجلس أمناء “فيليبس إكستر” من عام 2017 إلى 2023.

تجربة كلودين غاي في رئاسة هارفارد

في يونيو/حزيران 2022 أعلن لورانس باكو رئيس جامعة هارفارد أنه سيستقيل من منصبه خلال عام واحد، ومع هذا الإعلان بدأت عملية البحث عن بديل.

كان هناك 600 مرشح للمنصب، وقد درست لجنة مختصة ملفات هؤلاء المرشحين بقيادة بيني بريتزكر سيدة الأعمال الأميركية التي شغلت منصب زميل أول في مؤسسة هارفارد، وبعد الدراسة والتباحث تم اختيار كلودين غاي لخلافة باكو في منصبه، وتولت المهمة في الأول من يوليو/تموز 2023.

ولم تطل تجربة كلودين في رئاسة جامعة هارفارد، فبعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والعدوان الإسرائيلي الذي تلاها تعرضت غاي للكثير من الانتقادات، لعدم إدانتها الهجمات “بشكل مناسب”، وكان من بين المنتقدين لها رئيس جامعة هارفارد السابق لورانس سامرز.

كذلك تعرضت لضغوط هائلة من قبل اللوبي الداعم لإسرائيل، وواجهت اتهامات بـ”معاداة السامية” على خلفية وصفها المظاهرات المناهضة لإسرائيل في حرم الجامعة بأنها تندرج في نطاق “حرية التعبير”.

وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2023 استدعت لجنة التعليم والقوى العاملة في الكونغرس كلا من كلودين وإليزابيث ماغيل رئيسة جامعة بنسلفانيا وسالي كورنبلوث رئيسة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) إلى جلسة “محاسبة رؤساء الجامعات ومكافحة معاداة السامية”، حيث وجهت اتهامات لهن من قبل بعض أعضاء الكونغرس بأنهن لم يقمن بما يكفي لإدانة “معاداة السامية” ومكافحتها في حرم الجامعة.

وخلال الجلسة شبهت النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك دعوات بعض الطلاب إلى “الانتفاضة” بالحض على “إبادة جماعية ضد اليهود في إسرائيل والعالم”، وطالبت غاي بتوضيح ما إذا كان هذا النوع من الشعارات يتعارض مع قواعد السلوك في جامعة هارفارد.

وأجابت غاي “نحن نؤيد حرية التعبير حتى لو كان ذلك يتعلق بآراء مرفوضة ومهينة وبغيضة، عندما يتحول الخطاب إلى سلوك ينتهك سياساتنا -بما في ذلك السياسات المرتبطة بالتحرش أو التنمر- نتخذ تدابير”.

Claudine Gay, president of Harvard University, during a House Education and the Workforce Committee hearing in Washington, DC, US, on Tuesday, Dec. 5, 2023. Lawmakers on the education committee will grill the leaders of Harvard University, the University of Pennsylvania and the Massachusetts Institute of Technology about their responses to protests that erupted after the October 7 attack on Israel by Hamas. Photographer: Haiyun Jiang/Bloomberg via Getty Images
كلودين غاي أطاحت بها الحملة المعادية لها رغم دعم إدارة جامعة هارفارد لها (غيتي)

انتقادات ومطالب بالإقالة

وقد أثار هذا الرد موجة من الانتقادات ضد كلودين غاي، ودعت رسالة موقعة من 70 نائبا في الكونغرس إلى إقالتها من منصبها وإقالة كل من إليزابيث ماغيل وسالي كورنبلوث كذلك.

وكانت ليز ماغيل رئيسة جامعة بنسلفانيا قد تعرضت بالفعل لضغوط داخل جامعتها واستقالت في الأسبوع التالي للجلسة.

أما غاي فقد اعتذرت لاحقا عن ردها في جلسة الكونغرس، وأوضحت أن “هناك من خلط بين الحق في حرية التعبير وفكرة أن جامعة هارفارد ستتغاضى عن الدعوات إلى العنف ضد الطلاب اليهود، أريد أن أكون واضحة: الدعوات إلى العنف أو الإبادة الجماعية ضد المجتمع اليهودي أو أي مجموعة إثنية أو دينية أخرى هي دعوات مشينة، وستتم محاسبة أولئك الذين يهددون طلابنا اليهود”.

وفي 11 ديسمبر/كانون الأول وقع أكثر من 700 من أعضاء هيئة التدريس بجامعة هارفارد البالغ عددهم 2452 على خطاب يعارض الدعوات لإقالة كلودين غاي من منصب رئيس الجامعة، وذكرت رابطة خريجي جامعة هارفارد أنها “بالإجماع وبشكل لا لبس فيه” تدعم قيادة غاي، وتشيد بها “لحماية الأكاديمية، والحرية وحق جميع الطلاب في التعبير عن آرائهم”.

وفي 12 ديسمبر/كانون الأول قال مجلس إدارة مؤسسة هارفارد إنه “بالإجماع” يؤيد قيادة غاي، مضيفا أن “الرئيسة غاي اعتذرت عن الطريقة التي تعاملت بها مع شهادتها أمام الكونغرس، والتزمت بمضاعفة حرب الجامعة ضد معاداة السامية”.

ومع ذلك، فإن الضغوط المتواصلة على كلودين دفعتها إلى الاستقالة في نهاية المطاف بتاريخ الثاني من يناير/كانون الثاني 2024، وقالت في بيان إنها قدمت استقالتها حتى لا يتسبب الجدل بشأن شخصها في “إلحاق ضرر بالجامعة”.

وأشارت إلى أنها اتخذت قرارها كي تتمكن الجامعة من مواصلة أهدافها بعيدا عن السجالات، مضيفة “أصبح من الواضح أنه من مصلحة جامعة هارفارد أن أستقيل، حتى تتمكن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة للغاية عبر التركيز على المؤسسة بدلا من الفرد”.

وعلى الرغم من استقالتها فإنها أكدت أن الحملة التي استهدفتها كانت قائمة على الأكاذيب، معلقة “هؤلاء الذين قاموا بحملات بدون هوادة لإقالتي منذ الخريف استخدموا في كثير من الأحيان الأكاذيب والإهانات الشخصية وليس الحجج المنطقية”.

اتهامات بالسرقة الأدبية

لم تقتصر الحملة التي شنها اللوبي الإسرائيلي ضد كلودين غاي على اتهامها بمعاداة السامية فقط، بل اتهمت كذلك بالسرقة الأدبية واستخدام مواد من مصادر أخرى دون الإسناد المناسب في أطروحتها وفي حوالي نصف المقالات الصحفية الـ11 المدرجة في سيرتها الذاتية.

ووجه لها هذه الاتهامات الناشط المحافظ كريستوفر روفو والصحفي آرون سيباريوم بعد فترة وجيزة من جلسة الاستماع في الكونغرس في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وردا على هذه الاتهامات قالت غاي إنها تدافع عن نزاهة عملها، وطلبت مراجعة خارجية له، في حين ذكرت مؤسسة هارفارد أن المراجعة وجدت “بعض الأمثلة على عدم كفاية الاستشهاد” في عمل غاي، ولكن مع ذلك “لا يوجد انتهاك لمعايير هارفارد في ما يتعلق بسوء السلوك البحثي”.


Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

أمين معلوف أميناً عاماً للأكاديمية الفرنسية مدى الحياة

28 سبتمبر/ أيلول 2023 صدر الصورة، AFP التعليق على الصورة، أمين معلوف بعد انتخابه في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *