وباء مواقــــع التواصل الاجتمــاعية

4639054_max

نستطيع القول انه منذ انتشار وباء مواقع التواصل الاجتماعية داخل مجتمعاتنا الجزائرية خاصة و العربية عامة ، تغيرت مفاهيم عديدة و تبخرت قيم وعادات اخرى، من منا ليست له صفحة على الفيسبوك، التويتر او الانستغرام بحيث اصبحت هذه الشبكات جزءا من الروتين اليومي .. فبمجرد كبس زر ووضع بعض المعلومات الشخصية التي لا تهم ما مدى صحتها يصبح لديك صفحة خاصة بك تنشر عليها ما تشاء..

لا طالما سمعنا مقولة للبيوت اسرار لكن اصبح هذا من الماضي لأنه في وقتنا الحاضر أصبحنا نرى عن البيوت منشورات ، فلو ذهبنا مثلا لموقع الفايسبوك لوجدت فيه كل الفئات العمرية بإختلاف اجناسهم، شخصياتهم وعقلياتهم، صغيرهم وكبيرهم ، فقيرهم قبل غنيهم .. والمتصفح لهذا الموقع للوهلة الأولى يجد منشورات عديدة و متنوعة أبرزها شخص ينشر على حائطه الافتراضي أنه يأكل “ساندويش” .. و شخص اخر يضع منشور عن رحلته مع العائلة .. أو طالب جامعي يضع صورة له في حرم الجامعة ليقول “ها أنا أدرس ” .. وآخر لمجرد صداع رأسه يضع منشور “أنا مريض” .. وهاهي فتاة محجبة تضع صورة للون شعرها الجديد .. لأي كان أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي للكثير من الناس نشر الأفكار والتعليقات الغبية، التي تنم عن جهل كبير، ويصدقها الكثير من البلهاء.

و الأمر الأخطر من هذا وذاك أنه و كم من عائلات خربت بيوتها و كم من علاقات غرامية نسجت حكاياتها وكم من صور نشرت خلفت من ورائها تهديدات مفزعة جراء هذا العالم الأزرق و باقي شبكات التواصل المشابهة .. هل فكرت يوما عزيزي القارئ لماذا مواقع التواصل مجانية .. ؟؟ الجواب هو ربما عندما لاتدفع ثمن البضـــاعة فأعلم انك انــت البضاعة.

رغم أن لهذا المنجز الحضاري الرائع جانبا إيجابيا الا أن الجانب السلبي يطغى ويتفاقم أكثر من الموقف الايجابي ، اذ باتت هذه المواقع الاجتماعية بمثابة وجبة دسمة تستهلك بشراهة و ادمان على حساب الوجبات اليومية في الحياة الواقعية، بل و ايضا صنعت أناس يعرفون كل شيئ و يعتقدون أنهم يعلمون ويفهمون في كل شيء، بل خلقت جيلا يعتقد أن كل ما يقال على مواقع التواصل له الأهمية القصوى عكس الواقع.

خلاصة القول سؤال ، هل الخلل في عقليات وتفكير مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أم هي مخدرات من نوع آخر باتت تزيد شهرتها و عظمتها شيأ فشيأ ، أم هي خطة مدروسة و محكمة تبلورة في حلة جميلة  تستهدف ضرب فكر وعقول الشعوب و تخريب نمط العيش، القيم والعادات الأصيلة أم هو واقع يفرضه القرن الواحد والعشرين ..

عن Imene Rimi

شاهد أيضاً

غرف انتظار الأزواج في المولات أرائك وإنترنت وتلفزيون

غرف انتظار الأزواج في “المولات” أرائك وإنترنت وتلفزيون

من المعروف لدى الجميع حالة الملل والضجر الشديد التي تنتاب الأزواج عندما يضطرون إلى مرافقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *