مستوردو الموز و التفاح يلهبون سعر العملة الصعبة بسوق السكوار

ارتفع سعر صرف الأورو والدولار، الخميس، بالسوق الموازية للعملة الصعبة ليبلغ 188 دينار للعملة الأوروبية، على مستوى ساحة بور سعيد بالعاصمة، أو ما يعرف بـ”السكوار”، فيما بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 175 دينار.

وبالمقابل، ارتفع سعر البيع إلى 186 دينار للأورو و174 دينار للدولار، فيما شهدت أسعار هذه العملات استقرارا ملحوظا على مستوى بنك الجزائر، خاصة أن هذا الأخير سيعتمد بداية من شهر ماي المقبل نظام الصرف على المدى البعيد، لتأمين المستثمرين والتجار والمصدرين من تداعيات اهتزاز سعر الدينار أمام العملات الأجنبية.

وأرجع خبراء الاقتصاد سبب الالتهاب الذي شهده “الدوفيز”، الخميس، على مستوى سوق العملة الصعبة بـ”السكوار”، وهي أكبر نقطة سوداء لتحويل الأورو والدولار وغيرها من العملات الأجنبية، إلى الإجراءات الجديدة الخاصة بالاستيراد، وضبط عملية إدخال السلع من الخارج، وفق معايير الرخص التلقائية وغير التلقائية والقضاء على الواردات “الخردة”، وهو ما دفع بعدد من المتعاملين إلى اللجوء إلى السوق الموازية لاقتناء العملة الصعبة، والسعي إلى اعتماد طريقة “الطراباندو” أو تجارة “الكابة”، للاستيراد، وهو النوع الرائج من النشاطات خلال سنوات الثمانينيات، حينما كانت الحكومة تحتكر عملية الاستيراد قبل تبني سياسة اقتصاد السوق، أو السوق المفتوحة.

وفي السياق، يؤكد الخبير الاقتصادي الدولي، عبد المالك مبارك سراي، أن بارونات الاستيراد المتضررة من الإجراءات المتخذة مؤخرا من قبل الحكومة لضبط فاتورة الواردات التي بلغت في سنوات البحبوحة 60 مليار دولار، دفعت بعدد من المستوردين إلى اقتناء كميات كبيرة من العملة الصعبة، وهو ما أدى إلى إلهاب بورصة السكوار ليقترب سعر الأورو من 190 دينار بعد أسابيع من الاستقرار، أعقبت رأس السنة الميلادية وعمرة المولد النبوي، مشيرا إلى أن انتعاش تجارة “الكابة”، والاستيراد الموازي من دبي وتركيا والسعودية وحتى تونس والمغرب، أدى إلى ازدياد الطلب على هذه العملات لاقتناء سلع وتجهيزات من الخارج، بطرق ملتوية.

وربط سراي بين سعي عدد من المستوردين لتحويل أموالهم على شكل عقارات في إسبانيا ودول البلشيق وفرنسا والصين والمغرب، والالتهاب الذي تشهده أسعار صرف الأورو والدولار بسوق العملة الصعبة، كما توقع أن يستمر هذا الارتفاع إلى مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية التي ستصادف يوم 4 ماي المقبل، مشيرا إلى أنه مع اقتراب كل موعد انتخابي، تشهد أسعار العملة الصعبة ارتفاعا على مستوى الأسواق الموازية نتيجة توجه عدد من التجار والسياسيين إلى تخزين أموالهم على شكل عملة صعبة، خوفا من الاهتزازات التي تشهدها العملة الوطنية الدينار في مثل هذه المواعيد.

واقترح المتحدث كحلول لمواجهة هذه الظاهرة تحسين الخدمات البنكية، والتعجيل في إطلاق العروض الإسلامية، بحكم أن عددا كبيرا من تجار “السكوار” ومخزني أموال السوق السوداء، ينتمون إلى فئة الإسلاميين، المتخوفين من الفوائد الربوية، الذين لن يثقوا في البنوك إلا إذا اقترحت خدمات مطابقة لما تنص عليه الشريعة الإسلامية.

 

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

الجزائر تحرز ميداليتين ذهبيتين و3 فضيات في البطولة العربية بمصر – النهار أونلاين

أحرزت الجزائر ميداليتين ذهبيتين و 3 ميداليات فضية في اليوم الأول من البطولة العربية لألعاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *