لخصها الخبراء في سبعة..لهذه الاسباب صار الافلاس يتربص بالشروق؟

صار مجمع الشروق الذي تربع في السنوات الأخيرة على الفضاء الاعلامي في الجزائر، مهددا بالانهيار في أي لحظة وأضحى نجمه على وشك الأفول، بفعل عدة مشاكل كانت سببا في صناعة أزمة بدأت تكبر مع مرور الوقت الى ان بلغت ذروتها.

وأصبح من الصعب على القائمين على المجمع من إخماد نيران الأزمة التي أتت على جيوب الموظفين قبل أن تصل الى انهيار الإمبراطورية، اذا لم يسارع المدير العام لتدارك الأزمة بالبحث عن مساهمين جدد يضخون اموالهم في المجمع قبل ان يدركه الإفلاس الذي صار يتربص به.

ووفقا للمتتبعين للشأن الاعلامي، فان المتاعب المالية التي يعاني منها المجمع، كانت السبب الرئيس في استظهار الأزمة وجعلت المجمع يحتضر ومهدد بالانهيار خلال الأيام القليلة القادمة، وضمن هذا السياق لخص الخبراء  ازمة الشروق في سبعة أسباب.

 التوظيف العشوائي

يوظف مجمع الشروق ، أكثر من 2000 عامل ، وهو رقم ضخم جدا ، مقارنة بالنشاطات الإعلامية لمجمع الشروق ، وهو بذلك يحذو حذو مؤسسة التلفزيون الجزائري التي يعمل بها حوالي ستة ألاف عامل في حين أنها تحتاج فقط أقل من نصف هذا العدد .

فالشروق في ظل المنافسة مع باق القنوات ، استثمرت في العنصر البشري من خلال توظيف أكبر عدد من الصحفيين دون دراسة احتياجاتها الحقيقية ودون مراعاة لقدراتها المالية التي تضررت بضخامة كتلة الأجور .

 توسع متسرع وغير مدروس

من بين الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها علي فوضيل هي التسرع في توسيع نشاطات المجمع الإعلامية ، في الوقت الذي يعاني فيه المجمع من ديون المطابع ، فالاستثمارات التي أطلقها مجمع الشروق كانت غير مدروسة وقناة الطبخ ” الشروق بنة ” خير مثال ذلك.

 أجور خيالية

اعتمدت قنوات الشروق على استقطاب النجوم وخطفهم من القنوات المنافسة عن طريق إغرائهم بأجور مرتفعة جدا وخيالية في بعض الأحيان ، وتحتكر الشروق حاليا خيرة الصحفيين والمهنيين في قطاع الإعلام ، هذا ما أضر بالتوازن المالي للمجمع ككل ، وجعل المجمع يفكر في مراجعة الأجور من أجل خفض كتلة الأجور الإجمالية .

 برامج مكلفة

انتهجت قناة الشروق إستراتيجية تعتمد على برامج ضخمة ابتلعت الملايير ، وهذا من أجل التموقع في صدارة المشهد الإعلامي، ومن بين هذا البرامج التي أنهكت ميزانية المجمع ، برنامج شاعر الجزائر ، أو برنامج أدي ولا خلي وغيرها من البرامج التي تبتلع مبالغ ضخمة دون أن تقدم إضافات للقناة في مستوى الأعباء المالية ، لكن هذا الهوس بالبقاء في الريادة والتميز كان له ثمن باهظ على التوازن المالي للمجمع .

 تراكم الديون

يعاني مجمع الشروق منذ سنوات من ديون متراكمة ضخمة جدا ، لدى المطبعة العمومية ، ورغم التسويات التي توصلت إليها الجريدة مع المطبعة في الأشهر الماضية بإعادة جدولة الديون، إلا أن الملف لا يزال مفتوحا لحد اليوم ، لعجز المؤسسة عن التسديد ، لكن الغريب هو إصرار علي فوضيل على توسيع مجمعه وهو غارق في الديون ؟

 السياسة

في الجزائر ، لا يمكن الحديث عن صحافة مستقلة ، هذا المفهوم يبقى يدرس فقط في الجامعات ، فالمؤسسات الإعلامية في الجزائر هي أجهزة إيديولوجية وسياسية ليس إلا، سواء كانت مؤسسة معارضة أو موالية ، كلاهما غارقان في وحل السياسة ، وفي حالة الشروق يبدو أن غضبا ما حل عليها في الأشهر الأخيرة بسبب العديد من القضايا ، أبرزها استضافة مدني مرزاق في برنامج المحكمة، وحمداش زيراوي في اذاعة الشروق أف أم ، إضافة إلى غموض موقفها من مسار حل الدياراس ، هذا ما أخلط على ما يبدو خطها الافتتاحي بخطها الهاتفي ، دون أن ننسى الصداع الذي تسببه حصة هنا الجزائر .

 التسيير

يمكن اختزال جميع الأسباب السابقة في ” التسيير ” ، وبإمكان – ولا يزال- تجاوز جميع المشاكل السابقة بالتسيير الرشيد للمؤسسة، فجميع المشاكل التي تعاني منها المؤسسات الإعلامية ، ناجمة عن سؤ التسيير والتدبير المالي للمؤسسة ، فالمؤسسة الإعلامية تتطلب أكثر من أي مؤسسة أخرى ، نمطا تسييريا خاصا ( la gestion des medias) ، لخصوصية المؤسسة الإعلامية وتعقيداتها ، وهو تخصص يدرس في معاهد الصحافة في البلدان المتقدمة ، لكن للأسف جميع المؤسسات الإعلامية تسيير مثل البلديات أو مصانع التبغ.

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

بالفيديو: أمريكا تقصف الجزائر هل هو مجرد فيلم هوليودي أم أن هناك “سراً” وراءه؟

أثارت السلسلة الأمريكية الشهيرة “الناجي المُعَيَّنْ” حفيظة الجزائريين بعد إقحامها في إحدى حلقاتها “الجزائر”وتصويرها على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *