سيد السباعي: قصتنا مع “أمانة جدة”

هذا الاسم المرتبط بقصص ممعنة في الفساد حسب مراقبين خاصة فيما بات يُعرف بفضيحة سيول جدة والتي تتكرر الآن مجدداً ، فقد شهدنا على قصة حصلت معنا حين زار استشاري المشاريع في الشركة ( السويدي الجنسية ) والذي أسلم حديثاً أمانة جدة لعرض خدمات الشركة عليهم وبالذات فيما يتعلق بالزراعة والتشجير ، فاستغل موظفوا الادارة العامة للتشجير والحدائق بالامانة حماسه وأوكلوا له أعمال التصميم والتجميل لأحد التقاطعات الشهيرة في مدينة جدة ، وأكدوا عليه أن يقدم فواتيره بعد الانتهاء من الاعمال ليسددوا قيمتها ، وضغطوا بشدة لانهاء المشروع في أقصر فترة بحجة زيارة الملك القريبة ، وبالفعل قام قسم المشاريع بالشركة بتصميم وتنفيذ المشروع بالكامل في وقت قياسي وبأعلى المواصفات والذي أثنى عليه المشرفون ، وكانوا يؤكدون طوال فترة التنفيذ أنه سيتم تسديد المبالغ فور الانتهاء من الأعمال والتي بلغت كلفتها نصف مليون ريال ، وبعد تسليم المشروع تم تقديم الفواتير بسعر التكلفة حسب الاتفاق وكونه أول مشروع معهم على أمل التعاون المستقبلي مع الامانة ، وفوجئنا بمدير التشجير يُبلغ الاستشاري أن هذه الأعمال يجب أن تكون هدية من الشركة ودعاية لها خاصة وأنها شركة استثمار أجنبي ، حينها صُعق الاستشاري من فكرة تحميل الشركة غصباً عنها أعمال بقيمة نصف مليون ريال كهدية !!!

وبعد جدال ونقاش وأخذ ورد وعد بتسديد المبالغ وبدأت رحلة الشقاء مع المماطلات الطويلة حتى تم نقل المدير وجاء مدير غيره والذي أعاد الموضوع إلى نقطة الصفر ، فتم تقديم شكوى لأمين جدة (هاني أبو راس) والذي لم يُكلف نفسه مجرد سماع الشكوى بل حولها للقسم القانوني الذي وعد تارة بسداد المبلغ وتارة أخرى بتعويضنا عن المشروع بمشاريع أخرى ، ومرت أكثر من سنتين ولا بصيص لأي أمل ، لدرجة جعلت الاستشاري السويدي حديث الاسلام والذي حضر لما اعتبره بلد الاسلام والمسلمين يكفر بكل المباديء والقيم التي يحملها من يعتبرون أنفسهم مسلمون ، علماً أن أحد المشرفين الأجانب والذين عينهم أمين جدة وأشرف على المشروع ذُهل من حجم الفساد المسُتشري في الأمانة حسب وصفه مما جعله يترك العمل معهم في أول فرصة سانحة ، والغريب أن كل من سمع قصتنا عبر بقوله: مادامت أمانتكم مع الأمانة التي لايوجد فيها أمانة فاستعوضوا رب الأمانة .. !!!

وعلمنا أن الاحتمال الأكبر لما حصل أن موظفي الأمانة قدّموا فواتير بديلة لفواتيرنا لصالح شركاتهم الخاصة وحصلوا على المبالغ من صندوق الأمانة وحملونا المشروع كهدية باعتبارنا من شركات الاستثمار الأجنبي !!!

لذا وكما يُقال فإنه فلا يُستغرب أن تغرق بلد بالسيول كانت قد غرقت قبله بالفساد .

سيد السباعي

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

حملة خليها تصدي تتمدد إلى الجارة المغرب

حملة خليها تصدي تتمدد إلى الجارة المغرب

بعد نجاح حملة مقاطعة شراء السيارات الجديدة و المستعملة في إستقطاب الراغبين في شراء السيارات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *