الجزائر أكبر متضرر من أزمة النفط خلال 2016

أسعار البترول ترتفع إلى 70 دولار افاق ماي المقبل لتختتم 2016 بتراجع حاد
توقع مختصون في الشؤون النفطية، أن تأخذ أسعار البترول اتجاها تنازليا خلال سنة 2016، بسبب ترشيد معظم الدول المصدرة للنفط الإنفاق، ومحاولة إيجاد مصادر للإيرادات بعيداً عن البترول، موضحا أن الجزائر اكبر دول اوبك تضررا من الأزمة التي تعيشها سوق النفط.
وتوقع رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية، الدكتور راشد أبانمي، توجه مؤشرات أسعار الأسواق إلى المزيد من التراجع خلال العام 2016، لتلقي بالمزيد من الضغوط على الدول المصدرة للنفط؛ مما يدفعها للبدء فعليا في عمليات ترشيد الإنفاق، وبحث الحلول لإيجاد مصادر أخرى للإيرادات بعيداً عن النفط.
وقال أبانمي لجريدة “الرياض” السعودية “لا شك أن جميع الدول المصدرة للنفط في حاجة كبيرة إلى مردود مالي كبير في ظل الأوضاع الراهنة؛ بسبب الاستنزاف الكبير لمواردها”.
وذكر أن أول المتضررين جراء تراجع أسعار النفط هي فنزويلا ثم الجزائر وروسيا يعقبها بعض الدول من أوبك والذي يتضمن إيران التي عانت كثيراً اقتصادياً جراء المقاطعة المفروضة عليها، وكذلك روسيا التي تعد ضمن المتأثرين من تراجع الأسعار. وأضاف ربما تتجه أسعار النفط إلى نزول أكثر خلال العام 2016، حيث أن معظم الدول المصدرة للنفط بدأت في عمليات ترشيد في الإنفاق، ومحاولة إيجاد مصادر للإيرادات بعيداً عن النفط، وهذا التعامل يعدّ واقعاً حتمياً لواقع الأسواق التي تعج بالفوائض الكبيرة خلال الفترة الراهنة، يقابله نوع من بطء النمو في الاقتصاد الصيني، وبدء الإنتاج النفطي الأمريكي كأحد المنافسين بالأسواق العالمية.
واستبعد 20 محللا أن ترتفع أسعار النفط كثيرا في 2016 إذ يبدو أن النمو الضعيف للطلب لن يكفي لاستيعاب تزايد العرض من دول مثل إيران والعراق، على الرغم من توقع تراجع الإنتاج من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وبحسب استطلاع للرأي أجرته وكالة “رويترز”، توقع المحللون أن يبلغ متوسط سعر خام القياس برنت في العقود الآجلة 52.52 دولار للبرميل بما يقل بواقع 5.43 دولارات للبرميل عن التوقعات في مسح الشهر السابق، وهذا هو سابع مسح شهري لرويترز على التوالي يخفض فيه المحللون توقعاتهم للأسعار.
وفي ماي توقع محللون أن يبلغ متوسط سعر برنت 70.90 دولار للبرميل في 2016 لكنهم يخفضون توقعاتهم منذ ذلك الحين.
وخفض 13 من أصل 18 محللا شاركوا في استطلاعي الرأي الأخيرين في ديسمبر ونوفمبر توقعاتهم لمتوسط سعر برنت في العقود الآجلة في 2016 والذي بلغ 53.79 دولار للبرميل في المتوسط في 2015.
وحامت أسعار النفط قرب أدنى مستوى في 11 عاما بعد أن هبطت إلى أدنى مستوى منذ منتصف 2004 في أواخر ديسمبر، حيث يبدو أن حجم الإنتاج المرتفع الذي يقترب من مستويات قياسية سيغذي تخمة المعروض في الأسواق العالمية.
وقال محللون إن مستويات المخزونات المرتفعة قد تستمر إلى 2017 حيث قد يتطلب التخلص من المخزونات غير المطلوبة بعض الوقت.
ولم يصل المحللون إلى إجماع بشأن ما إذا كان تدني الأسعار سيجبر دول أوبك على تخفيض الإنتاج. وتبنى عدد قليل من المحللين احتمال أن تتخذ أوبك بعض الإجراءات إذا هبطت الأسعار دون 30 دولارا للبرميل في حين قال آخرون إنه لن يكون لخفض إنتاج المنظمة مغزى ما لم ينهار الطلب إلى حد بعيد.
وتوقع المحللون أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة 49.75 دولارا للبرميل في 2016 مقابل 53.73 دولار للبرميل في توقعاتهم في نوفمبر. وبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 48.90 دولار للبرميل في 2015.
وكان أعلى توقع لسعر برنت لـ”ايه. بي. ان أمرو” عند 65 دولارا للبرميل في حين كان أقل توقع لـ “نوميسما إنرجيا” عند 38.08 دولارا للبرميل.