هل المرأة أكثر ضعفا في الحالات الطارئة والنزاعات المسلحة؟!

قلم فاطمة الكحلوت

خلق الله تعالى الرجل والمرأة من نَفسٍ واحدة، وجعل ذلك قاعدة الوجود الإنساني، ومنحهما درجةً واحدةً، من حيث التكاليف والثواب والقيمة الإنسانية، حيث يقول: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيينّه حياة طيبة}. وإن كان لكلّ من الرجل والمرأة بنية فيزيولوجية ونفسية تختلف عن الآخر، مع قدرة كلّ منهما على أداء مختلف الأعمال والمهن بذات السويّة والنجاح، ويمتلكان ذات القدرات العقلية والفكرية، والإمكانات الإبداعية، مع قدرةٍ أعلى عند المرأة من الناحية العاطفية، تقابلها قدرة أعلى عند الرجل من الناحية الجسدية، وهي ما تتطلّبه الحاجة للدفاع عن الأرض، والتوجه نحو القتال والحروب. وعلى الرغم من قدرة المرأة في العصر الحاضر على المساهمة في القتال إلى جانب الرجل، فإنّ الحروب في الغالب يخوضها الرجال .المرأة والسلام :

إن دور المرأة مهم في المجتمع فهي لم تترك مجالا إلا وقد أدت دورها فيه فقد أقبلت النساء على أعمال السلام ومقاومة العنف المسلح فهنالك نساء يشاركن في التظاهر لأجل السلام والعمل المنظم في جماعات ومؤسسات لتحقيق السلام ونبذ الحروب والعنف .

كما قد أعلنت حملة “النساء لبناء السلام ” التي تضم نساء ومنظمات نسوية بكافة أنحاء العالم أن النظر إلى النساء كضحايا أثناء النزاعات المسلحة يحجب دورهن كصانعات للسلام ومشاركات في عمليات صنع القرار بمفاوضات السلام وإعادة التعمير والتنمية .

ما هي الانتهاكات التي تواجه المرأة في ظل النزاعات المسلحة ؟

بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش تواجه النساء والفتيات في النزاعات المسلحة ،عدة أشكال من الانتهاكات منها العنف الجنسي المتصل بالنزاع والفقر والبطالة وغياب الدعم وكذلك الحرمان من الخدمات العلاجية المنقذة للحياة ومنظمة الصحة العالمية تحذر من تأثيرات الحرب السلبية على النساء خاصة كما أن النزاعات المسلحة تطال الكوادر الطبية وتستهدف مرافق الرعاية الصحية وهذا يحرم السكان من العلاج ويترك آلاف النساء دون الحصول على خدمات الصحة الانجابية والرعاية الصحية.

هل النساء أكثر ضعف من الرجال أثناء النزاعات المسلحة ؟

هي نعم ولا في آن واحد فالنساء قد لا يكن أضعف بالضرورة لكنها أكثر عرضة للتهميش والفقر والمعاناة الناجمة عن النزاع المسلح ،كما أنهن أكثر عرضة للاعتداء الجنسي كما أن النزاع المسلح جعل النساء يتحملن أعباء التدبير المعيشي اليومي لأسرهن كما تؤدي النزاعات المسلحة إلى تأثير بالغ على حياة النساء مثل تغير الدور الاقتصادي والاجتماعي وتفكك الأسر والعمل في التسول والقيام بأعمال شاقة يؤديها عادة الرجال مثل الزراعة وتربية الماشية ورعايتها ،والهجرة إلى المدن لأجل العمل فيها كما تقل فرص الزواج وازدياد العنوسة وتقل فرصة المرأة في اكتساب مركز اقتصادي واجتماعي.

ما هو دور المرأة في العمل وكسب العيش في ظل النزاعات المسلحة ؟

يفقد الرجال في النزاعات ثرواتهم واملاكهم وأعمالهم فإن النساء معرضات لفقدان مهورهن وحليهن من أجل كسب لقمة العيش ،كما تقوم بعمل مشروعات تجارية صغيرة مثل بيع الخبز والكعك من أجل كسب لقمة العيش ، كما أن النساء رغم جميع الانتهاكات التي تتعرض لها فإنها تحمل مسؤولية العائلة في تدبير أمور المنزل ومحاولة توفير الحياة لهم .

كما أن ازدياد عدد المفقودين من الرجال يزيد نسبة الأرامل مما يزيد من أعباء المرأة ومسؤولياتها تجاه الأسرة ،لذلك لا بد من وجود قوانين تدعم المرأة وتوفر الحياة الآمنة لها في ظل النزاعات المسلحة .

كاتبة وباحثة اجتماعية _ الأردن