ناقلات النفط تزيد بأدنى وتيرة في 40 سنة بسبب اضطرابات البحر الأحمر | اقتصاد

تنضم ناقلتا نفط كبيرتا الحجم إلى أسطول نقل النفط العالمي خلال السنة الحالية، ليزيد بأقل وتيرة منذ نحو 4 عقود، وهي زيادة أقل 90% من المتوسط السنوي المسجل منذ عام 2000، حسبما ذكر تقرير لبلومبيرغ.

لكن بعد أن بدأ المالكون على نحو متزايد في الابتعاد عن جنوب البحر الأحمر، ظهر الافتقار إلى سعة نقل جديدة للنفط في التأثير، فقد زادت أسعار نقل النفط بصورة كبيرة، وزادت مدة الرحلة، حسب التقرير.

ويهاجم الحوثيون سفنا مارة عبر جنوب البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن يقولون إنها إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل، في توسع لدائرة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقد اتسعت الهجمات لتشمل السفن البريطانية والأميركية بعد شروع البلدين في توجيه ضربات جوية للجماعة.

نمو محدود

وظل معدل نمو ناقلات الخام محدودا العام الماضي مع إبقاء أوبك وحلفائها على قيود الإنتاج السنة الماضية، وفي الوقت نفسه، يعني التحول الأوسع في مجال الطاقة التخلص من الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى ضبابية توقعات الصناعة على المدى الطويل، لكن زيادة تجنب جنوب البحر الأحمر يزيد من مدة نقل النفط التي زادت بالفعل بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وفق بلومبيرغ.

ونقلت الوكالة عن ألكسندر سافريس، الرئيس التنفيذي لشركة يوروناف لنقل النفط عبر البحر، قوله: “تمكن رؤية تأثير عمليات تحول مسالك النقل كل يوم في مجال الشحن بشكل عام، لا سيما ناقلات النفط الخام والمنتجات”، وبالإضافة إلى تراجع تسليمات الناقلات الجديدة والأسطول المتقادم، فإن التوقعات بالنسبة للناقلات “إيجابية للغاية”.

وفي حين بدأت السفن التجارية الأخرى، خاصة سفن الحاويات، في تجنب البحر الأحمر بعد وقت قصير من بدء الهجمات في نوفمبر/ تشرين الثاني، كانت ناقلات النفط والوقود أبطأ في اتخاذ الإجراء عينه، حسب بلومبيرغ.

قوات من الحوثيين خلال عملية احتجاز سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي (الفرنسية)

لكن الأمر تغيّر ذلك الشهر الماضي، بعد أن قصفت القوات الأميركية والبريطانية اليمن في محاولة لوقف الهجمات، ومع ذلك، فإن الهجمات لم تثن الحوثيين، بل أدت -بدلا من ذلك- إلى ابتعاد عديد من كبار مالكي الناقلات في العالم، حسب التقرير.

ونقلت الوكالة عن إنريكو باغليا، مدير الأبحاث في شركة بانشيرو كوستا لخدمات الشحن، أن “الوضع صعب في سوق الناقلات، خاصة بالنسبة لناقلات النفط الخام.. وسيكون أكثر صعوبة في المستقبل”.

يأتي النقص في الناقلات مع تراجع كفاءة الأسطول العالمي لنقل النفط، فبالإضافة إلى عديد من السفن التي تبحر عبر طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من البحر الأحمر وقناة السويس، فإن ازدهار أعمال أسطول النقل المظلم -الذي يتخفّى عبر تعطيل نظام التعرف الآلي للسفن، أو يعتمد ممارسات شحن خادعة- يعني أن كثيرا من السفن متاحة فقط لعملاء محددين.

والشحن معروف بتقلّباته، ففي عام 2020، عندما كان تجار النفط يخزنونه داخل الناقلات في البحر، زاد متوسط عائد الناقلة إلى حوالي 100 ألف دولار في اليوم، قبل أن تؤدي تخفيضات الإنتاج اللاحقة من تحالف “أوبك بلس” إلى تراجعه لعدة سنوات لاحقة، لكن الآن، يوجد عديد من العوامل الداعمة لعوائد الناقلات.

تغيير الركائز

زادت معدلات توظيف السفن -وهو مقياس لمدى استخدام أسطول الناقلات في أي وقت- بنسبة تصل إلى 5% منذ أن بدأت السفن في تجنب البحر الأحمر، وفق ما نقلته بلومبيرغ عن فوتيوس كاتسولاس المحلل الرئيسي لشحن الناقلات في ستاندرد آند بورز غلوبال.

وأضاف أن الوضع في البحر الأحمر “يغيّر ركائز السوق وهو يعمل لصالح مشغلي السفن.. المعنويات أفضل بكثير الآن”.

وبعد دخول الناقلتين الكبيرتين الخدمة هذا العام، من المقرر أن يتم تسليم 5 ناقلات فقط عام 2025، وفقًا لبيانات من بانشيرو كوستا لخدمات الشحن، وذلك بالمقارنة مع 42 سفينة تم تسليمها عام 2022.


Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا

نشرت في: 25/04/2024 – 13:23آخر تحديث: 25/04/2024 – 13:50 02:20 في خطاب هو الثاني من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *