من هلوكوست 1943 الى هلوكوست 2014 الرجل الذى رفض تكريم الدولة العبرية

هينك زانولي
أعدت ميداليتى لأننى أرفض ما تقوم به دولة إسرائيل لعائلتى وللفلسطينيين بوجه عام”، كان هذا ما صرح به المحامى الهولندى هينك زانولى مؤخرا لوسائل الإعلام التى إهتمت بقصته ونشرت صورة له يعود تاريخها إلى عام 1943 موجودة حاليا فى نصب تذكارى أقامته السلطات الإسرائيلية لتكريم الأشخاص الذين لعبوا دورا كبيرا فى مساعدة اليهود على الهروب من الهلوكوست.

وكان زانولى 91 عاما قد ذهب إلى مقر السفارة الإسرائيلية فى لاهاى ليعيد الميدالية التى منحتها له دولة إسرائيل منذ سنوات، تكريما له بإعتباره أحد الأبطال الأوروبيين الذين ساعدوا اليهود فى الهروب من الموت على يد النازيين فى ألمانيا عام 1943. وأثار موقف زانولى جدلا كبيرا وردود أفعال سلبية تجاه إسرائيل، خاصة وأن قصته طالما إعتبرت عملا بطوليا وإنسانيا يستحق التكريم والإحتفاء، حيث غامر بالقيام برحلة خطيرة بالقطار لتهريب طفل يهودى من أمستردام إلى إحدى القرى فى هولندا، رغم أن عائلته كانت فى ذلك الوقت محل شك من أنها تؤيد المقاومة ضد الإحتلال النازى. وقامت عائلة زانولى بإخفاء الطفل اليهودى فى منزلها لمدة عامين حتى إنتهت الحرب، ليصبح الوحيد الذى ينجو من أفراد أسرته من الهلوكوست.

ورغم إعلان زانولى أن إعادة الميدالية ورفض التكريم بعد كل هذه السنوات، هو نتيجة لرفضه وإدانته للغارات الوحشية التى شنتها إسرائيل ضد غزة، وأن موقفه هذا ضد دولة إسرائيل وليس ضد اليهود بشكل عام.

إلا أن ذلك لم يمنع من وجود أسباب شخصية وعائلية أيضا، بعد أن لقى ستة أشخاص حتفهم من أقارب حفيدته المتزوجة من مواطن فلسطينى والمقيمة فى غزة. وخلال القصف الإسرائيلى الوحشى على القطاع فقدت ثلاثة من أخوات زوجها أستاذ الإقتصاد بإحدى جامعات غزة، وزوجة شقيقه وإبن شقيقه وزوجة أبيه البالغة من العمر 70 عاما. الأمر الذى دفعه للإعلان عنرفضه أن يحتفظ بميدالية تحمل إسم إسرائيل، وقال زانولى أنه لم ينتقد إسرائيل علانية من قبل ولكن عندما علم أن أفرادا من هذه العائلة كانوا ضحايا للقصف الإسرائيلى على قطاع غزة لم يستطع السكوت.

وسائل الإعلام الغربية التى إهتمت بالخبر أشارت فى سياق تغطيتها إلى أن زوج حفيدته كان حريصا على توضيح أن عائلته ليست لها علاقة من قريب أو من بعيد بالمقاومة، متهما إسرائيل بأنها تعمدت قصف المدنيين العزل. وهو ما أثار لغطا كبيرا فى الأوساط الإعلامية، حتى أن صحيفة ها آرتس التى نشرت هذا الخبر، إهتمت بأن تضمن موضوعها ردا من المتحدث العسكرى للجيش الإسرائيلى أكد فيه أن جميع الحوادث التى تعرض لها مدنيون من قصف بالطائرات أو بالقتل عن طريق الخطا ستكون موضع تحقيق.

وقد حرص زانولى على تسجيل موقفه فى خطاب للسفير الإسرائيلى فى لاهاى، تحدث فيه عن العذاب الذى تعرضت له عائلته على يد النازيين عام 1943 وقتلهم لوالده بإعتبار عائلته من المؤيدين للمقاومة ضد النازية، حتى جاء اليوم الذى تواجه فيه عائلته القتل على يد الإسرائيليين فى غزة.

ورغم أن إسرائيل اعتادت أن تتهم كل من ينتقد تصرفاتها فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ، بأنهم معادون للسامية، إلا أنها لم تستطع أن توجه نفس الإتهام إلى زانولى الذى كان من أشد المؤيدين لها، لكنه بدا فى السنوات الأخيرة فى إنتقاد سياستها ضد الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة، وهو ما جاء أيضا ضمن تصريحاته عندما قال إنه لمن المؤلم أن الشعب الذى ناضلت من أجله ودافعت عنه يتحول إلى شعب من المعتدين.

عن maamar

شاهد أيضاً

مايكروسوفت تجلب مساعدها “كوبايلوت” لأجهزة آبل | تكنولوجيا

قامت مايكروسوفت مؤخرا بدمج مساعدها كوبايلوت للذكاء الاصطناعي في نظامي التشغيل “آي أو إس” و”آي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *