مستعد للبقاء على رأس الخضر لكن بشروط

أعلن مدرّب المنتخب الوطني، كريستيان غوركوف، أنه لا يريد التخلي عن منصبه على رأس العارضة الفنية لـ”الخضر”، وبأنه يرغب في مواصلة العمل مع المنتخب إلى غاية نهاية عقده، غير أنه أكد، في حوار حصري مع “الخبر” أمس، أجري عن طريق الهاتف، بأنه يتعيّن عليه معرفة موقف رئيس “الفاف” ومدى رغبته في الاحتفاظ به.

صرحت بعد مباراة تنزانيا بأنك سترتاح يومين قبل تحديد مستقبلك، فهل ستبقى مدرّبا للمنتخب أم أنك ستغادر منصبك؟
لم أحدّد مستقبلي بعد لأنه مرتبط بلقائي برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ولحد الساعة لم ألتق به، ومن المفروض أن يتحدّد ذلك خلال أسبوع على أقصى تقدير، ففي حال بقائي، فلن يتغيّر أي شيء وسأواصل عملي بشكل عادي، وأما في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإنه من الطبيعي أن يتم الإعلان عن رحيلي من خلال بيان على موقع الاتحادية.

هل ستعقد ندوة صحفية لتسليط الضوء على كل ما حدث عقب لقائك برئيس الاتحادية؟
لن أعقد أي ندوة صحفية، ولا أرى داعيا لذلك في حال بقائي، وأما إذا لم أتفق مع رئيس الاتحادية، فإنه سيتم الإعلان عن ذلك في بيان.

ما سبب تفكيرك في الرحيل.. هل هو بسبب الإعلام أو الجمهور أو رئيس الاتحادية نفسه؟
في الحقيقة، هناك عدة أمور مجتمعة، وليس الإعلام أو الجمهور بالضرورة، لقد تغيّرت عدة أمور منذ الوديتين في أكتوبر الماضي، لاحظت بأن الأجواء أصبحت متوتّرة جدا، فما حدث بملعب 5 جويلية الأولمبي شدّني وفاجأني كثيرا، ولم أتوقّع كل ذلك الموقف المعادي تجاهي، كما أن الإعلام الجزائري نسج أخبارا من الخيال ولم أفهم سبب ذلك، رغم أنني اجتهدت في التواصل مع الإعلاميين بطريقة احترافية دون إقصاء.

تقصد بأن ما حدث بعد مباراتي غينيا والسينغال جعلك تراجع حساباتك وتفكّر في الرحيل؟
لقد حكم عليّ جمهور ملعب 5 جويلية الأولمبي والإعلام الرياضي الجزائري دون إلمامهم بكامل المعطيات خلال الوديتين، فقد واجهنا منتخبي غينيا والسينغال بالمنتخب الثاني تقريبا، فأغلب الركائز كانت مصابة وغير جاهزة، ومع ذلك طالتني الانتقادات، لقد صُدمت كثيرا، واكتشفت بعدها بأنني متواجد في محيط لا يُشجّع على العمل في أفضل الظروف.

لكن ماذا عن دور الإعلام في كل ذلك؟
الإعلام يكتب أحيانا عن أمور غير صحيحة، وما حدث في قضية سوداني يؤكد ذلك، فقد كتبت إحدى الصحف المتخصصة عن خلاف بيني وبين سوداني قبل مباراة لوزوتو، والخبر تناوله بعد ذلك كل الإعلام الجزائري، فقد تم بناء الموضوع على تخمينات من صورة التقطت خلسة، لم تكن تعبّر بالضرورة عن خلاف بيني وبين سوداني، ثم أن حديثي مع سوداني تم بطلب منّي، لأنني طلبت منه المجيء لأحدّثه عن بعض النقاط، وليس اللاّعب الذي جاء خصيصا من أجل مطالبتي بتفسيرات حول إمكانية عدم إشراكه أساسيا.

هل هذا سبب كاف للرحيل؟
هذا ليس سببا فعلا، ولم أفكّر في الرحيل بسبب هذه القضية، لكنني تأثّرت كثيرا واكتشفت واقعا غريبا للإعلام في الجزائر لم أعهده من قبل، فلا أحد اقترب منّي من أجل الحديث عن هذه القضية وتسليط الضوء عليها، كان بمقدوري تقديم توضيحات وتفسيرات عن سوداني حتى لا تصبح قضية وهمية، والأرقام تؤكد بأن سوداني كان يشارك منذ أن توليت تدريب المنتخب، أساسيا مرتين على ثلاث، ومع ذلك يجب تفهّم موقف أي لاعب لا يشارك أساسيا، هذا أمر طبيعي، ومن جانبي، أتواصل مع كل اللاّعبين، فمن غير المعقول أن أشركهم جميعا ضمن التشكيلة الأساسية.

كلامك يوحي بأن ثمة إشكالا في التواصل بينك وبين الإعلام الجزائري؟
من جانبي لا يوجد أي إشكال، لقد جئت إلى الجزائر بنية صادقة في العمل والتعامل مع الجميع، فقد تعاملت باحترافية مع الصحافيين، وكنت أعقد ندوات صحفية، أقدّم فيها كل المعلومات وأجيب على كل الأسئلة، كنت أيضا أفتح بعض الحصص التدريبية لربع ساعة لتمكين الإعلاميين من القيام بعملهم، لا أدري ماذا كان عليّ أن أعمل أكثر من ذلك، فرغم تلك الطريقة في التعامل، إلاّ أن الإعلام، أو البعض من الإعلاميين، كتبوا أمورا غير صحيحة واختلقوا أخبارا من الوهم، وطالتني أيضا الانتقادات من جانبهم.

لنعد إلى مستقبلك، هل لديك الرغبة في البقاء أم لا؟
حتى أكون صريحا معك، ليس لي أي مشكل حتى أذهب، والقضية متعلّقة بالرغبة في البقاء من عدمها في ظل الأوضاع الصعبة والمتوترة، فمن أجل البقاء والعمل، يستوجب وجود أجواء تساعد على ذلك، وحتى أجيب على سؤالك، فإن الرغبة من جانبي موجودة، ولن أتغيّر مهما حدث.

أين يكمن المشكل إذن؟
يجب أن تكون الرغبة في بقائي على رأس “الخضر” متبادلة بيني وبين رئيس الاتحادية، هذا أمر مهم جدا بالنسبة لي، لذلك قلت بعد مباراة تنزانيا بأنني سأرتاح يومين قبل تحديد مستقبلي مع المنتخب، على ضوء اجتماعي مع رئيس الاتحادية، ولم أقل أبدا بأن مباراة تنزانيا هي الأخيرة لي، ولو كانت لديّ النية في المغادرة، لكنت قد أعلنت عن استقالتي مباشرة بعد نهاية المباراة بملعب البليدة، وبالتالي، أريد البقاء فعلا، لكن يجب معرفة إن كان رئيس الاتحادية يرغب في ذلك.

تحدثت عن أجواء متوترة، هل تقصد بذلك أيضا علاقتك باللاعبين وأعضاء الطاقم الفني؟
علاقتي باللاعبين وأعضاء الطاقم الفني ممتازة، ولا أقصدهم بكلامي، ولا يوجد أي مشكل من هذا الجانب، فنحن نعمل في ظروف جيدة جدا.

لم يبق سوى رئيس الاتحادية، فكل الإعلام الجزائري نقل تجاهله لك في تنزانيا، ويكون قد أثّر على معنوياتك؟
صدقني أنني لم أنتبه إطلاقا لذلك، فقد كنت مركّزا على المباراة التي جرت في ظروف صعبة، ولم أكن متأثرا معنويا، لأننا واجهنا منتخب تنزانيا في دار السلام في ظروف استثنائية، فالأرضية لم تكن صالحة والحرارة مرتفعة والرطوبة، وصدّقوني أنه لم يكن سهلا على اللاّعبين تقديم مجهودات كبيرة، لكن في مباراة الإياب، كان الظروف ملائمة، وحينها قدّمنا الوجه الحقيقي للمنتخب، وفزنا بنتيجة 7/0 بالأداء والنتيجة.

هناك حديث عن قرب تعاقدك مع نادي ليل الفرنسي الذي وضعك على رأس القائمة لخلافة رونار؟
لا أفكّر في ترك المنتخب الجزائري من أجل فريق آخر، هذا أكيد، فحتى لو لم أتفق مع رئيس الاتحادية، فلن يكون ذلك من أجل الالتحاق بفريق آخر.

هل هناك شروط ستضعها مقابل بقائك؟
من الطبيعي أن نعيد وضع الحروف على النقاط بعد كل الذي حدث، فحين ألتقي برئيس الاتحادية، سأضع بعض الشروط التي تتعلق أساسا بأجواء العمل، وأتوقع أيضا أن تكون لرئيس الاتحادية شروط، لذلك، ستتضح الأمور عندما نلتقي خلال أسبوع على أقصى تقدير، وبالتالي سيكون لرئيس الاتحادية ما يقوله ولديّ ما أقوله أيضا، وإذا اتفقنا، فإنني سأواصل حتما، ومن جانبي، أريد البقاء ولديّ الرغبة في ذلك، وبقي أن أعرف إن كانت لدى رئيس الاتحادية نفس الرغبة في البقاء، فالكرة الآن في مرماه.

ألم يكن هناك اقتراح لتدعيم الطاقم الفني، وهل طلبت فعلا تغيير المكلّف بالإعلام؟
لم أتحدث إطلاقا عن المكلّف بالإعلام، وليس لي أي مشكل معه، على العكس فعلاقتي به جيدة، لست ضد الأشخاص، وما يمكن أن أطلبه هو إعادة النظر في طريقة التعامل والتواصل إعلاميا، أنا أتحدّث بشكل عام عن سياسة العمل وليس عن الأشخاص الذين تربطني بهم علاقة جيدة، على غرار المكلّف بالإعلام، أما عن الطاقم الفني، فيشكّله أعضاء أكفاء، فهناك يزيد منصوري الذي أعتبره مساعدي وأثق فيه كثيرا، لأنه يعرف جيدا المنتخب وكرة القدم، وهناك نبيل نغيز الذي يتواصل مع المحليين ويساعدني في مهمتي، كون عامل اللغة مهما للتواصل مع بعض المحليين، دون أن أنسى العمل الجيد لمدرّب الحراس وبقية الأعضاء.

متى سيكون اللقاء وأين؟
أنتظر اتصالا منه لتحديد الموعد، وسيكون حتما في الجزائر، وهناك الوقت الكافي حتى نعيد ترتيب الأمور، لأن الموعد المقبل للمنتخب سيكون في مارس المقبل.

لم تتحدث عن التقنيين الجزائريين الذين انتقدوا وفاءك لخطة 4/4/2 ..؟
التقنيون الجزائريون لا يفقهون في الجوانب التقنية، أقول هذا بكل موضوعية ودون أي تجريح، أعتقد جازما بأن بعض الأمور الفنية تتجاوزهم، وهم لا يتحكّمون جيدا في هذا المجال وفي طرق اللّعب المنتهجة، ولا أريد أن أردّ عليهم، مثلما رفضت الردّ على عدة أمور على غرار قضية اللاّعب فغّولي التي أصبحت قضية لدى الإعلام الجزائري.

كيف ذلك؟
غياب فغّولي عن مباراة لوزوتو صنع الحدث إعلاميا، وذهبت التحاليل إلى حدّ التأكيد بأن فغّولي يختار المباريات، وبأنه رفض التنقل مع المنتخب، وبأنه لم يحضر إلى باريس مثل زملائه، والحقيقة أن فغّولي كان مصابا حينها، وتحصلنا على التقرير الطبي لنادي فالنسيا، وكان واضحا بأنه غير قادر على تحمّل مشقة سفرية إلى غاية لوزوتو مرورا بجنوب إفريقيا، فذلك كان سيعرّضه لتفاقم الإصابة، لكن الإعلام كتب أشياء غير صحيحة، فاللاّعب حضر إلى الجزائر قبل التنقل إلى تنزانيا، وأعفيناه لأنه كان فعلا مصابا.

يبدو أنك في قمة الغضب من الإعلام والتقنيين؟
أنا مصدوم وليس متأثرا، فقد جئت إلى الجزائر بنية صادقة، واكتشفت أناسا طيبين، أعترف بذلك، مثلما أعترف بأن النرفزة جعلتني أدلي بتصريحات لم أكن أقصدها بعد مباراة السينغال، لكن ما شدّني هو اقتناعي بأن بعض الأشخاص اتخذوا طيبتي واحترامي للجميع على أنه ضعف، أنا شخص متفتّح وأعتقد أن ذلك انقلب عليّ، وبالتالي، فإن ذلك قد يدفعني إلى تغيير عقليتي مضطرا.

المصدر: الخبر

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

أكبر فائدة ستعود على الريال في حال رحيل مودريتش وكروس

هاي كورة _ كشف الصحفي أنطونيو روميرو عن الفائدة الأكبر التي ستعود على ريال مدريد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *