ماكرون يؤكد على أهمية التنسيق” مع بكين بشأن “الأزمات الكبرى” في أوكرانيا والشرق الأوسط

أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الإثنين موقفا حازما بشأن القضايا التجارية خلال اجتماع في الإليزيه مع الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يقوم بزيارة دولة لفرنسا تستغرق يومين. كما أكد ماكرون أن “التنسيق” مع الصين بشأن “الأزمات الكبرى” في أوكرانيا والشرق الأوسط أمر “حاسم تماما”. من جهته، دعا شي باريس إلى تعزيز “التعاون الاستراتيجي” بين بلده والاتحاد الأوروبي والحفاظ على “شراكتهما”، على خلفية العديد من الخلافات، من التجارة وصولا إلى حقوق الإنسان.

نشرت في:

5 دقائق

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين على أهمية اعتماد “قواعد عادلة للجميع” في مجال المبادلات التجارية بين بكين ودول الاتحاد الأوروبي، لدى استقباله الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.

وصرح ماكرون في بداية لقاء مع الرئيس الصيني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين “مستقبل قارتنا سيعتمد بوضوح على قدرتنا على مواصلة تطوير علاقاتنا مع الصين بطريقة متوازنة”. فيما أكدت فون دير لاين أن “أوروبا لن تتردد في اتخاذ قرارات حازمة” إذا لزم الأمر “لحماية اقتصادها وأمنها”.

وفيما يتعلق بالقضايا الرئيسية الأخرى حاليا، دعا ماكرون إلى تنسيق “حاسم” بشأن الحرب في أوكرانيا على أمل ألا تزيد بكين دعمها لروسيا، في حين قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي وباريس يعولان على الصين “لاستخدام كل تأثيرها على روسيا” لوقف حرب أوكرانيا.

وأضافت “لقد أدى الرئيس شي دورا مهما في الحد من التهديدات النووية غير المسؤولة لروسيا، وأنا واثقة من أنه سيواصل القيام بذلك”.

من جانبه، دعا الرئيس الصيني إلى تعزيز “التعاون الاستراتيجي” بين بلده والاتحاد الأوروبي والحفاظ على “شراكتهما”، على خلفية العديد من الخلافات، من التجارة وصولا إلى حقوق الإنسان.

وقال شي في بداية اجتماع الثلاثي في الإليزيه “كقوتين عالميتين رئيسيتين، على الصين والاتحاد الأوروبي أن يبقيا شريكين ويواصلا الحوار والتعاون ويعمقا التواصل الاستراتيجي ويعززا الثقة الاستراتيجية المتبادلة”.

بخصوص الحرب في غزة، أكد الرئيس الصيني أن المهمة الملحة هي التوصل لوقف شامل لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن مضيفا أن “السبيل الأساسي للخروج من الأزمة الحالية هو إنفاذ حل الدولتين”.

ويجري الرئيس الصيني شي جينبينغ الإثنين زيارة دولة إلى فرنسا تستمر يومين، يعتزم خلالها أن يبحث مع نظيره إيمانويل ماكرون سبل “حل الأزمة” في أوكرانيا والقضايا التجارية بين بكين والاتحاد الأوروبي.



وكانت طائرة شي جينبينغ قد حطت الأحد في العاصمة الفرنسية حيث كان في استقباله رئيس الوزراء غابريال أتال، في محطة أولى ضمن زيارة أوروبية ستشمل صربيا والمجر، وهي الأولى للرئيس الصيني إلى القارة العجوز منذ العام 2019.

اقرأ أيضاالاقتصاد أولاً ثم السياسة .. مفتاح زيارة الرئيس الصيني الى باريس

وفي مقابلة مع صحيفة “لا تريبون” نشرت الأحد، أقر ماكرون بعدم وجود “إجماع” لدى الأوروبيين بشأن الاستراتيجية الواجب اتباعها مع بكين، لأن “بعض الأطراف لا يزالون يرون الصين كسوق للبيع”، في حين أنها “تقوم بالتصدير بشكل هائل نحو أوروبا“.

وحض على “حماية أفضل لأمننا القومي”، والتمتع “بواقعية أكبر بكثير في دفاعنا عن مصالحنا”، و”نيل المعاملة بالمثل” في التبادلات مع الصين.

تجارة وحقوق وكونياك

وفي خضم المخاوف الأوروبية من التراجع اقتصاديا في ظل التنافس بين القوتين الأوليين في العالم، أي الولايات المتحدة والصين، فتحت بروكسل خلال الأشهر الماضية سلسلة تحقيقات بشأن حزم الدعم التي تقدمها الحكومة الصينية لبعض القطاعات الصناعية خصوصا السيارات الكهربائية.

ويخشى الأوروبيون والأمريكيون من أن هذا الدعم الحكومي يقوض المنافسة وقد يلحق ضررا بالاقتصاد العالمي.

ويذكر أن بكين تتهم أوروبا في هذا السياق بـ”الحمائية” وتعتزم جعل موقفها واضحا في باريس.

وفتحت الصين بدورها تحقيقا بشأن الدعم الحكومي لبعض المنتجات مثل مشروب الكونياك الفرنسي، وهو ما يتوقع أن يثير ماكرون تحفظات بشأنه.

وأكد الرئيس الصيني في مقال نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية الأحد، أن البلدين قادران على “تعزيز تعاونهما في مجال الابتكار من أجل دعم التنمية الخضراء” كما هو الحال مع مصانع إنتاج البطاريات، معربا عن أمله في أن توفر فرنسا للشركات الصينية “مناخ أعمال عادلا ومتساويا”.

وفي حين لم يتم الكشف بعد عن توقيع أي عقد كبير، ستتواصل النقاشات بشأن الاستثمارات حتى النهاية. ومن المقرر أن يعقد منتدى اقتصادي صيني-فرنسي الإثنين في مسرح مارينيي.

وتتزامن زيارة شي جينبينغ مع ذكرى مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الصينية.

تؤكد الصين رسميا أنها على الحياد في حرب أوكرانيا، إلا أنها تعرضت لانتقادات غربية على خلفية عدم إدانتها الغزو الروسي. كما شهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقاربا منذ اندلاع النزاع في شباط/فبراير 2022.

وأفاد شي في مقال نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية “نأمل أن يعود السلام والاستقرار بسرعة إلى أوروبا، ونعتزم العمل مع فرنسا والمجتمع الدولي برمته لإيجاد سبل جيدة لحل الأزمة”.

من جهته، يؤكد الإليزيه أن ما تريده فرنسا هو “تشجيع (الصين) على استخدام” نفوذها لدى روسيا “للمساهمة في حل للنزاع”.

وكان ماكرون قد نقل الرسالة نفسها قبل عام خلال زيارة الدولة التي قام بها الى الصين، وحقق نتائج متواضعة.

 

فرانس24/ أ ف ب 


Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

فيديوهات جديدة تظهر مدى الانتهاكات التي ارتكبها الجيش

صور وفيديوهات جديدة حصلت عليها فرانس24 وتحققت من صحتها، تكشف هول المجازر والتجاوزات التي اقترفها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *