مازال الخير في أمة محمد إلى يوم القيامة

خرجتُ من مطار هواري بومدين بعربة حقائب باتجاه الحظيرة حيث كان ابني ينتظرني بالسيارة ، ولأن استلام الحقائب يأخذ كالعادة وقتاً طويلا ( يتجاوز مدة الرحلة أحيانا ) فقد أوصلتُ هاتفي ” المتواضع ” بشاحن خارجي ووضعته في جيب العربة بعد أن اتصلت بابني كي أعرف مكانه .
وضع الولد الحقيبتين في السيارة ، بينما ركنتُ أنا العربة جانباً ونسيتُ هاتفي في جيب العربة ، وانطلقنا …
بعد ربع ساعة بحثت عن الهاتف فلم أجده ، وتذكرتُ أنه كان في جيب العربة مع الشاحن ، وأنني لم أنتبه ـ مع زحام الحظيرة ـ إلى أخذه ، فما كان مني إلا أن طلبت من ابني ـ بكل هدوء أعصاب وثقة في الله عز وجل ـ أن نعود إلى المطار لعلنا نجد الهاتف ، إذا لم ينتبه إليه المارة أو إذا لم يأخذ أحد المسافرين العربة !
تطلّبتِ العودة إلى المطار نصف ساعة بالكامل ، في زحام سير شديد .. وفجأةً ، وأنا في مدحل المطار، يرن هاتف ابني ، فإذا المتصل يتصل من هاتفي ، لأنه وجد آخر رقم اتصلت به هو ذاك الرقم ، ولم تكن سوى ثلاث دقائق حتى التقيتُ بمسافر شابٍّ متجه إلى باريس لزيارة أحد أقاربه ، وأنه متأخر عن طائرته ، وبعد أن شكرتُه وأثنيتُ عليه بما هو أهله ، طلبتُ منه أن يعطيني اسمه الكامل كي أكتب للناس عنه كنموذج للخير والإحسان ، لكنه رفض رفضاً قاطعاً أن أنشر شيئا عنه ، وقال لي : يا أستاذ ، أنا لم أكن أتمنى من قبل إلا لقاءك ، وليس لي الآن إلا أن أطمع في دعاءٍ منك أن يبلغني الله تعالى وجهتي بخير ، وأن يعيدني لبلدي بخير ، فأنا أسافر إلى فرنسا أول مرة !
………………………..
• لا أضيف شيئاً .. لكن أسألكم الدعاء للرجل أن يكثر الله من أمثاله الذين يجعلوننا نطمئن أن الدنيا مازالت بخير ، وأن الخير ما يزال في أمة محمد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها !

بقلم سليمان بخليلي