كم يدفع أهل الجزائري المتوفي لينقل الجثمان إلى الجزائر؟

توفى هذا الشخص وإسمه روجي حنين Roger Hanin أمس بفرنسا، وهو فرنسي الجنسية من أصل يهودي، كان قد ولد في الجزائر في عام 1925 وعاش فيها بإعتبارها بلده الأبدية.

لكن مع إنتصار الثورة الجزائرية، وجد نفسه هاربا إلى فرنسا مع مئات الآلاف ممن سييعرفون بعد ذلك بالأقدام السود Pieds Noirs، أي الأروبيين الذين كانوا يحتلون الجزائر إستيطانا، ويرفضون إعطاء أدنى الحقوق لأصحاب البلاد، الذين كان يطلقون عليهم، في أفضل الأحوال، ب”الأنديجان” أي الأهالي.

هذا الذي إمتهن التمثيل طول حياته، وتصاهر مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران.
وميتران هو قاتل محمد العربي بن المهيدي بإعتباره كان وزير داخلية فرنسا آنذاك، وصاحب المقولة الشهيرة” ستظل الجزائر فرنسية إلى الأبد”.
طلب حنين أن يُدفن في مقبرة يهودية ببولوغين في العاصمة الجزائر، التي ظل يعتبرها وطنه الذي طُرد منه قسرا.

ما يسمى برئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان قد منحه في سنة 2000 أعلى وسام جزائري وهو وسام الأثير، قرر الإستجابة لذلك، وأكثر من ذلك، قرر أن تحمل جثة الممثل الفرنسي طائرته الرئاسية التي تتواجد اليوم بباريس لهذا الغرض.

أسئلة كثيرة يطرحها أي جزائري اليوم، ومنها:

ماذا قدم هذا الشخص للجزائر ليمنح أعلى وسام شرف؟ وليدفن في أرض الجزائر؟ وهو الفرنسي اليهودي الذي كان يقول أن الجزائرهي فرنسا؟

لماذا يحظى بتشريف إستثنائي بأن ترسل الطائرة الرئاسية لجلب جثته من فرنسا؟

يموت أكثر من 50 الف جزائري سنويا في الخارج، من أصل أكثر من 5 ملايين يعيشون هناك، كم مرة أرسلت الطائرات، ولو عادية، لجلب جثامين هؤلاء الجزائريين؟

كم يدفع أهل الجزائري المتوفي لينقل الجثمان إلى الجزائر؟

ماذا لوصرف ذاك المال، ما يزيد عن 45 ألف دولار لرحلة الطائرة الرئاسية، على آلاف الجزائريين المسجونين في الخارج، وبعضهم يسجن ظلما، وبعضهم يظل في السجن لأنه لا يستطيع دفع غرامة أقل من ألف دولار لإطلاق صراحه؟

وأسئلة أخرى كثيرة جدا…

في الواقع لا تحتاج إلى إجابة، بقدر ما هي إدانة و صرخة في وجه اللصوص الذين يتحكمون في الجزائر بمباركة غربية صهيونية فرنسية.

الكاتب: محمد العربي زيتوت

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

جديد تأشيرة فرنسا للجزائريين

جديد تأشيرة فرنسا للجزائريين

أكد سفير فرنسا بالجزائر كزافييه دريانكورت اليوم الاربعاء بالجزائر العاصمة انه تم اتخاذ اجراءات استعجالية من قبل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *