ربع قرن على رأس السلطة في روسيا… خمس محطات أساسية في حكم بوتين

يخوض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يمسك بالسلطة منذ نحو ربع قرن، انتخابات رئاسية، لن يواجه فيها منافسين رئيسيين، بل يسعى للحصول على أكبر تفويض ممكن لمحو الخلاف الداخلي بشأن النزاع في أوكرانيا.

نشرت في:

6 دقائق

يمسك فلاديمير بوتين بالسلطة في روسيا منذ قرابة ربع قرن، في عهد مديد تخللته نزعات سلطوية، ونزاعات عسكرية، وهيمنة سياسية لم تترك هامشا لمعارضيها، أكانوا حلفاء أم خصوما.

في ما يأتي أبرز خمس محطات في حكم بوتين (71 عاما)، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة بين 15 آذار/مارس و17 منه، التي ستمنحه دون شك ولاية جديدة من ستة أعوام:

 غرق الغواصة كورسك

بعد أشهر من وصوله إلى الرئاسة، غرقت الغواصة النووية كورسك في الدائرة القطبية جراء حادث في آب/أغسطس 2000.

Residents of the far-north Russian city of Murmansk lay flowers at the Kursk Memorial. This week's submarine accident which claimed the lives of 14 seamen has echoes of the sinking of the Kursk submar
سكان مدينة مورمانسك أقصى شمال روسيا يضعون الزهور على النصب التذكاري للغواصة كورسك. التي غرقت وقتل على متنها 118 شخصا. © أ ف ب/ أرشيف

ورغم أن الغواصة كان على متنها طاقم مؤلف من 118 عنصرا، لم يقطع بوتين إجازته الصيفية، ولم يظهر إلى العلن سوى بعد أربعة أيام ليؤكد أن الوضع تحت السيطرة.

لكن عندما بدأت السلطات لقاء عائلات أفراد الطاقم، ثارت ثائرة والدة أحدهم، وبدأت بالصراخ أمام عدسات وسائل الإعلام. لكن تقدمت منها امرأة تحمل إبرة حقنتها بها، قبل أن تخور قواها ويتم سحبها من القاعة.

وبعد أسبوع من الحادث، وافقت موسكو على الحصول على مساعدات أجنبية، لكن بعد فوات الأوان، إذ قضى جميع أفراد الطاقم في حادث أضر بصورة بوتين.

بيسلان

تحول بدء العام الدراسي في الأول من أيلول/سبتمبر 2004 إلى مأساة، بعدما قامت مجموعة من المسلحين الشيشان بمهاجمة مدرسة في بيسلان بجمهورية أوسيتيا الشمالية في القوقاز الروسي.

Of the 330 fatalities left by the attack on the school, 186 were minors who were attending their first day of school that fateful September 1, 2004. Beslan, Russia. September 2, 2019.
بين القتلى الـ330 الذين خلفهم الهجوم على المدرسة بمدينة بيسلان، كان هناك 186 من القاصرين الذين كانوا يحضرون أول يوم دراسي لهم في الأول من سبتمبر/أيلول 2004. بيسلان، روسيا. 2 أيلول/سبتمبر 2019. © رويترز

واحتجز خلال الهجوم أكثر من ألف شخص على مدى 50 ساعة في ظروف مروعة، قبل أن ينتهي بمأساة راح ضحيتها أكثر من 300 قتيل بينهم 186 طفلا.

تم تحميل المسؤولية عن هذا العدد الكبير من الضحايا لعملية الاقتحام التي نفذتها القوات الروسية، مثلها مثل عملية احتجاز الرهائن في أحد مسارح موسكو قبل عامين من ذلك، التي انتهت بسقوط 170 شخصا بينهم العديد من المدنيين الذين توفوا جراء استنشاقهم الغاز المخدر الذي قامت قوات الأمن بضخه في قنوات التهوئة.

لكن بوتين الذي كان يخوض منذ 1999 حرب الشيشان الثانية ضد المتمردين الانفصاليين والإسلاميين، اعتمد مقاربة القبضة الحديد، وهو ما ساهم في تعزيز شعبيته داخليا، وبرر العديد من الانتهاكات في القوقاز الروسي.

إلا أن بوتين أقر بأن بيسلان ستبقى مصدر “ألم شخصي… مدى الحياة”.

بداية خاطئة

بحلول 2008، بلغ بوتين الحد الأقصى المسموح دستوريا في منصب الرئيس (ولايتان متتاليتان من أربع سنوات)، ليعهد به إلى دميتري مدفيديف، ويتولى هو منصب رئيس الوزراء.

في أواخر العام 2011، شهدت موسكو مظاهرات غير مسبوقة، احتجاجا على مخالفات في الانتخابات البرلمانية والعودة المرجحة لبوتين إلى الرئاسة.

إلا أن ذلك لم يحل دون عودته إلى تسيد الكرملين في ربيع 2012، وشروعه في ولاية جديدة طبعها تشديد قمعي لن تتراجع حدته على مدى الأعوام اللاحقة.

وأشرف بوتين في 2020 على تعديل دستوري يتيح له البقاء في السلطة نظريا حتى 2036، حين سيكون بلغ الرابعة والثمانين من العمر.

 هجوم على أوكرانيا

استضافت مدينة سوتشي الروسية عام 2014 دورة الألعاب الأولمبية الشتوية للمرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، ما أتاح لها استعادة مكانة دولية مرموقة.

لكن هذه اللحظة لم تدم طويلا. فبعد شهر من ذلك، ردت روسيا على ثورة مؤيدة للغرب في أوكرانيا المجاورة بضم شبه جزيرة القرم، ودعم تحركات انفصالية مؤيدة لموسكو في شرق البلاد.

أثار ذلك توترات مع الدول الغربية، التي بدأت بفرض عقوبات على روسيا.

بعد ثمانية أعوام من المواجهات بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية في منطقة دونباس، اجتاح الجيش الروسي أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وقام بضم أربع مناطق يحتلها بشكل جزئي.

تمرد فاغنر

في حزيران/يونيو 2023، قاد يفغيني بريغوجين زعيم مجموعة المرتزقة التي تحمل اسمه، تمردا فاشلا على القيادة العسكرية في موسكو، بعدما اتهم قادة الجيش بعدم الكفاءة في حرب أوكرانيا.

تمرد “فاغنر” المسلح .. أحداث متسارعة هزت الكرملين!



سيطر عناصر المجموعة على مراكز عسكرية في جنوب روسيا، وبدأوا التقدم في اتجاه الوسط وموسكو.

ورغم أن هذا التمرد انتهى في أقل من 24 ساعة، فإنه كان بمثابة التهديد الأبرز لحكم بوتين، خصوصا أنه أتى من قبل شخص كان يعد مقربا منه، وبات على رأس مجموعة مسلحة تشارك في نزاعات حول العالم، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط أفريقيا.

وانتهى التمرد باتفاق يتيح لبريغوجين وعناصره الانتقال إلى بيلاروس، وكف أي ملاحقات قضائية بحقهم في روسيا.

وبعد شهرين، قضى بريغوجين في حادث تحطم طائرة قرب موسكو لم تتضح ملابساته الكاملة. ونفى الكرملين أي ضلوع له في الحادث، بينما التحق العديد من عناصر فاغنر بالجيش.

فرانس24/ أ ف ب


Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

ما تجب معرفته عن الانتخابات التشريعية التي يشارك فيها نحو مليار ناخب

970 مليون هندي مدعوون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المقررة الجمعة لاختيار أعضاء برلمانهم الجديد. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *