بنك الجزائر يكشف تسجيله أقل مستوى منذ سنوات، الدينار يواصل الانهيار

حافظت قيمة العملة الوطنية على نفس مستوياتها المتدنية في أسعار الصرف المعتمدة في التعاملات الرسمية المقررة من قبل البنك المركزي، حيث تظل متراجعة عن القيمة المحددة في قانون المالية للسنة الجارية، بينما تنهار قيمة العملة الدينار الجزائري كليا في التعاملات غير الرسمية التي تسيطر على أكبر قدر من معاملات الصرف.
وعلى هذا الأساس، كشف بنك الجزائر عن أسعار الصرف للأوراق النقدية بالدينار الجزائري الصالحة ابتداء من يوم الأمس، ليؤكد على الوتيرة المتجهة نحو التنازل، فقد حدد سعر الدولار بـ108.08 دج لدى الشراء وبـ114.68 دج لدى البيع، كما قدر سعر العملة الأوروبية الموحدة الأورو بـ120.78 دج للشراء و128.27 دج عند البيع، وهو مستوى أقل من ذلك المحقق خلال الأسبوع الماضي أي في الفترة الممتدة من 25 سبتمبر إلى 1 أكتوبر الجاري، فقد حدد سعر الدولار بـ107.65 دج لدى الشراء وبـ114.22 دج لدى البيع، كما قدر سعر الأورو بـ120.57 دج للشراء و127.96 دج عند البيع.
من هذا المنطلق، فإن تتبع وتيرة تدحرج أسعار الصرف وما يقابلها بالنسبة للدينار الجزائري يكشف أن العملة الوطنية تعاني من تراجع متواصل في قيمتها، بالنظر إلى صرف العملة في القنوات الرسمية خلال الشهر الماضي أو تلك المسجلة في السنة الماضية، حين حددت قيمة الدولار بـ104.45 دج للشراء وبـ110.83 عند البيع، فيما قدرت قيمة الأورو بـ117.31 دج لدى الشراء و124.51 دج عند البيع كنتيجة حتمية للنزيف الحاد الذي مس احتياط الصرف الوطني والذي يؤثر مباشرة على قيمة العملة الوطنية، الأمر الذي يؤدي إلى التهاب أسعار مختلف السلع، كون مصدر غالبيتها من عمليات الاستيراد المفوترة بالعملة الصعبة.
وبالمقابل، فإن قيمة العملة الوطنية تنهار كذلك في السوق الموازية التي تعتبر المستوى الحقيقي للدينار الجزائر، في غياب مكاتب الصرف الرسمية وتواضع قيمة المنحة السياحية التي أنتجت انتعاش السوق السوداء رغم ارتفاع قيمة “الدوفيز”، حيث يقدر سعر الدولار في سوق السكوار بساحة بور سعيد بـ165 دج، بينما يناطح سعر الأورو عتبة 188 دينار، وهو مستوى يجعل العملة الوطنية من بين الأرخص في العالم، ناهيك عن مكانتها بين العملات في منطقة المغرب العربي.