السلطات الروسية تعتقل 340 شخصا خلال مشاركتهم في تجمعات لتكريم نافالني

اعتقلت السلطات الروسية 340 شخصا تجمعوا بمدن مختلفة على رأسها سانت بطرسبرغ وموسكو لتكريم المعارض الراحل ألكسي نافالني الذي أعلن عن وفاته الجمعة بسجن الدائرة القطبية الشمالية حيث كان معتقلا، وفق منظمة “أو في دي-إنفو” غير الحكومية لحقوق الإنسان. وأثارت وفاة نافالني الذي يعد المعارض الأبرز والعدو الأول للكرملين انتقادات عدة دول غربية بشأن تعامل نظام الرئيس فلاديمير بوتين مع المعارضين، على رأسها فرنسا التي اتهم رئيسها إيمانويل ماكرون روسيا بإصدار أحكام الإعدام “على أصحاب الفكر الحر”.

نشرت في:

5 دقائق

أفادت منظمة “أو في دي-إنفو” (OVD-Info) غير الحكومية لحقوق الإنسان السبت أن السلطات الروسية أوقفت 340 شخصا في تجمعات عفوية شهدتها روسيا تكريما لذكرى المعارض أليكسي نافالني الذي أعلن عن وفاته في السجن الجمعة.

ووفق التعداد المنشور على موقعها الإلكتروني صباح السبت، فقد “تم اعتقال أكثر من 101 شخص في عشر مدن”، غالبيتهم في سانت بطرسبرغ وبينهم 11 في العاصمة موسكو. إلا أن الحصيلة أخذت بالارتفاع حتى وصلت مساء إلى 340 شخصا.

وألقي القبض على حوالى 60 شخصا في سانت بطرسبرغ، وحوالى عشرة أشخاص في نيغني نوفغورود ومثلهم في موسكو.

وحذرت سلطات العاصمة السكان بعد ظهر الجمعة من تنظيم أي تظاهرات “غير مرخصة” بعد الإعلان عن وفاة المعارض الأول للكرملين.

وتجمع الناس لوضع زهور على نصب تذكارية تكرم ذكرى معارضين سياسيين في العديد من المدن الروسية، وأفيد عن توقيفات في هذا الإطار.

موسكو تندد باتهامات الغرب بوقوفها وراء وفاة نافالني



وتوفي المعارض الروسي الأبرز والعدو الأول للكرملين أليكسي نافالني الجمعة في سجن الدائرة القطبية الشمالية قبل شهر من الاستحقاق الرئاسي الذي سيرسخ حكم فلاديمير بوتين أكثر.

ووفاته عن 47 عاما بعد ثلاث سنوات من الاعتقال ومحاولة التسميم التي اتهمت الحكومة بها، تحرم المعارضة من قائدها، بعد أن مارست السلطات الروسية قمعا بلا رحمة لمنتقديها، لا سيما منذ بدء الهجوم على أوكرانيا قبل عامين.

وأكدت زوجة نافالني الجمعة بعد وفاته في سجن روسي ضرورة “معاقبة” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و”محاسبته شخصيا على الفظائع” التي ارتكبت بحق المعارض الروسي.

وقالت يوليا نافالنايا في مؤتمر ميونيخ للأمن “أود أن يعلم بوتين وجميع موظفيه (…) أنهم سيعاقبون على ما فعلوه ببلدنا وبعائلتي وبزوجي”، مضيفة “علينا محاربة هذا النظام المروع في روسيا اليوم. تجب محاسبة فلاديمير بوتين شخصيا على كل الفظائع المرتكبة في بلدنا في السنوات الأخيرة”.

هل الكرملين مستفيد من وفاة نافالني؟



خبر وفاة نافالني في المستعمرة الجزائية القطبية حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عاما، أثار موجة تنديد واسعة في الغرب إذ حمّل عدد من المسؤولين نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية.

ردود الفعل

في هذا السياق، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة عن “غضبه” لوفاة نافالني معتبرا أنه “صوت قوي من اجل الحقيقة”، ومؤكدا أن “بوتين مسؤول” عن وفاته.

وفي فرنسا، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا بإصدار أحكام الإعدام “على أصحاب الفكر الحر”، معربا عن “غضبه” حيال وفاة نافالني في السجن.

وأفادت سلطات السجون لمنطقة يامال في القطب الشمالي في بيان “في 16 شباط/فبراير 2024 شعر السجين نافالني أ.أ. بوعكة بعد نزهة وفقد الوعي بشكل شبه فوري”.

“متلازمة الموت المفاجئ”

قال فريق نافالني إن السلطات أبلغت والدته بأنه توفي “بمتلازمة الموت المفاجئ” وإنه لن يتم تسليم جثمانه إلى أسرته قبل انتهاء التحقيق في وفاته.

وقالت هيئة السجون الروسية إن نافالني، وهو محام سابق عمره 47 عاما، سقط مغشيا عليه وتوفي أمس الجمعة بينما كان يسير في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي في خارب على بعد حوالي 1900 كيلومتر شمال شرقي موسكو حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لثلاثة عقود.

وتحدت والدته ليودميلا البالغة من العمر 69 عاما درجات حرارة القطب الشمالي التي وصلت إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر السبت لزيارة المستعمرة العقابية حيث توفي ابنها.

وقالت كيرا يارميش المتحدثة باسم نافالني لرويترز إن والدته تسلمت إخطارا رسميا بأنه توفي الساعة 2:17 مساء بالتوقيت المحلي (0917 بتوقيت جرينتش) أمس الجمعة.

وقال إيفان جدانوف مدير مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد على منصة التواصل الاجتماعي إكس “عندما وصل محامي أليكسي ووالدته إلى المستعمرة (العقابية) هذا الصباح، قيل لهما إن سبب وفاة نافالني هو متلازمة الموت المفاجئ”.

و”متلازمة الموت المفاجئ” مصطلح غامض يشير إلى متلازمات قلبية مختلفة تسبب السكتة القلبية المفاجئة والموت.

“جثمانه ليس موجودا”

قالت يارميش إنه عندما اتصل محامي نافالني بالمشرحة، كان الرد أن جثمانه ليس موجودا.

ولاحقا أخبرهم المسؤولون بأن تسليم الجثمان لن يتم قبل انتهاء التحقيق على الرغم من أنه قيل لهم في وقت سابق إن التحقيق لم يجد أثرا لشبهة جنائية في وفاته.

وقالت يارميش خلال مقابلة “حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى جثمانه ولا نعرف على وجه اليقين مكانه ونطالب السلطات الروسية بتسليمه إلى أسرته على الفور”. وقال موظف في المشرحة الوحيدة في سالخارد لرويترز إن جثمان نافالني لم تصل إليها.

 

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز


Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا

نشرت في: 25/04/2024 – 13:23آخر تحديث: 25/04/2024 – 13:50 02:20 في خطاب هو الثاني من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *