الرئيس الفرنسي يعلن دخول روبرت بادينتر وزير العدل السابق لمقبرة العظماء

نشرت في: 14/02/2024 – 11:02

5 دقائق

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال خطاب التأبين الذي ألقاه الأربعاء في ساحة “فوندوم” تكريما لوزير العدل السابق روبرت بادنتير الذي وافته المنية عن عمر ناهز 95 عاما، دخول هذا الأخير إلى مقبرة “العظماء”.

وقال ماكرون مخاطبا الوزير المتوفي: “يجب أن يكتب اسمكم في مقبرة العظماء بجانب كل الذين ناضلوا من أجل تطور الإنسانية وفرنسا. هم في انتظاركم في مقبرة العظماء”.

وتابع: “لقد غادرتنا في وقت يبدو فيه أن أعداءكم السابقين في طريق العودة من جديد، وفي زمن أصبحت فيه قيمكم المثلى مهددة. لذا أعاهدكم بأنني سأبقى وفيا لالتزامكم ولتعهداتكم”.

اقرأ أيضاوفاة وزير العدل الفرنسي السابق روبرت بادينتر الذي ألغى عقوبة الإعدام

وبعدما استذكر وقائع عملية الإعدام التي نفذت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1972 في سجن “لا سنتي” قرب باريس بحق سجينين، أكد ماكرون أن “روبرت بادينتر سيبقى دائما ذلك المحامي الذي دافع من أجل إلغاء عقوبة الإعدام. أكثر من ذلك، النضال من أجل الغاء هذه العقوبة تحول إلى هدف أساسي في حياته”.

ماكرون يذكر بالانتقادات التي طالت بادنتير بسبب مواقفه

وأضاف ماكرون: “في النهاية، فاز روبرت بادنتير بأكبر محاكمة. لكن هل كان ذلك كافيا؟ لا. كان يتوجب عليه أيضا جعل القضاء أكثر إنسانية والإنسانية أكثر عدلا”، مذكرا في نفس الوقت أن وزير العدل السابق في عهد الرئيس فرانسوا ميتران كان من بين الذين تعرضوا إلى “أكبر قدر من الانتقادات” وذلك بسبب موقفه من عقوبة الإعدام وقانون إلغاءها.

هذا، وتطرق ماكرون أيضا إلى عائلة روبرت بادينتر، وبشكل خاص إلى والده الذي قتل على يد النازيين”، موضحا “أن تاريخ عائلة بادينتر أثر عليه وأصبح يعيش كأنه مطارد من قبل الموت”.

وواصل: “بادينتر دافع أيضا على حقوق المثليين والسجناء” لأن “هناك حقا أعلى من جميع الحقوق وهو الحق بأن تصبح أحسن وأفضل حتى داخل السجن وحتى إن كنت مذنبا”.

كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال التأبين الوطني لوزير العدل السابق روبير بادنتير

15:28

وشاركت في حفل التأبين الوطني عدة شخصيات سياسية فرنسية مثل الرئيس السابق فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة غابرييل أتال ورئيسة الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الشيوخ إضافة إلى وزراء سابقين مثل لوران فابيوس وآلان جوبيه.

وبعد نهاية الخطاب الرئاسي، تم بث السيمفونية السابعة للموسيقار بيتهوفن ثم النشيد الوطني الفرنسي قبل أن ينقل جثمان روبرت بادينتر إلى مثواه الأخير في جو طغى عليه الحزن والصمت.

عائلة بادنتير ترفض مشاركة حزبي “التجمع الوطني” و”فرنسا الأبية”

وجدير بالذكر أن عائلة وزير العدل الفرنسي السابق روبرت بادينتر الذي توفي في 9 شباط/فبراير 2024 عن 95 عاما رفضت مشاركة حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) بزعامة جوردان بارديلا وحزب “فرنسا الأبية” الذي يتزعمه جان لوك ميلنشون في فعاليات التكريم الوطني الذي يقام الأربعاء في ساحة “فوندوم” بباريس بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون. 

وقالت مارين لوبان ” نزولا عند رغبة العائلة (عائلة بادينتر) لن نكون حاضرين خلال التكريم. هذه هي إرادة العائلة ولا أريد أن أفتح جدلا حول ذلك”.

أما جان لوك ميلنشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية”  فقد تأسف لـ”إقصاء فئة من الفرنسيين” من التكريم الوطني المخصص لبادينتر.

وقال: “تكريم وطني دون مشاركة جميع الفرنسيين لا يمكن أن نسميه بتكريم وطني. الجمهورية واحدة ولا تُمْكِن تجزءتها”.

وتجدر الإشارة إلى أن شخصيتين من هذا الحزب شاركتا في نهاية المطاف في التكريم الوطني. وهما كاترين فيات، نائبة رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية وإريك كوكريل، رئيس اللجنة المالية في نفس المؤسسة.

ويعد بادينتر من أبرز المحامين الفرنسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في فرنسا. وكان الوزير الذي ألغى بشكل نهائي حكم الإعدام بالبلاد في 1981 خلال عهدة الرئيس فرانسوا ميتران.

ينحدر روبرت بادينتر من عائلة يهودية نجت من المحرقة النازية ولكنها خسرت عددا من أفرادها. وكان قد خصص جل أوقاته عندما كان متقاعدا للحديث عما تسببته النازية والمحرقة للتلاميذ في المدارس وفي الجمعيات.

ونعى ماكرون بادينتر معتبرا أنه كان “معلم أجيال عديدة”، و”الضمير”. وقال : “لقد فقدت الأمة بالتأكيد رجلا ومحاميا عظيما ورجلا حكيما”.

فرانس24