التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من الجامعات في العالم

توسعت حركة الاحتجاجات الطلابية الداعمة للفلسطينيين والتي انطلقت من الجامعات الأمريكية في أبريل/نيسان، لتشمل عددا من الدول أبرزها فرنسا وكندا وسويسرا وإيرلندا وأستراليا والمكسيك إضافة لدول عربية مثل العراق ولبنان. ويطالب المحتجون، الذين نصبوا خياما للاعتصام داخل جامعاتهم، خصوصا بوقف الحرب التي اندلعت قبل سبعة أشهر بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة.

امتدت التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة، والتي كانت بدأت في أبريل/نيسان بالولايات المتحدة لتشمل جامعات جديدة حول العالم.

حيث تشهد جامعات في فرنسا وكندا وسويسرا وإيرلندا وأستراليا والمكسيك اعتصامات وتحركات تطالب بوقف الحرب، التي اندلعت قبل سبعة أشهر بين حركة حماس وإسرائيل في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر.

احتجاجات الجامعات الأمريكية

في الولايات المتحدة والتي شهدت انطلاق التعبئة الطالبية على خلفية الحرب، أكد الرئيس جو بايدن الخميس ضرورة أن يسود “النظام” في الأحرام وذلك بعدما لزم الصمت فترة طويلة حيال هذا الموضوع.

جاء تصريحه بعدما فكّكت الشرطة التي حضرت بكثافة المخيمات التي نصبها طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعات مختلفة، كانت آخرها جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس حيث أوقف العشرات. وفي وقت باكر الجمعة، فكّكت الشرطة سلميا مخيما في جامعة نيويورك (NYU) بناء على طلب المؤسسة.

مخيم احتجاجي يدعو لوقف الحرب في غزة داخل حرم جامعة جورج واشنطن. الولايات المتحدة في 2 مايو/أيار 2024.

مخيم احتجاجي يدعو لوقف الحرب في غزة داخل حرم جامعة جورج واشنطن. الولايات المتحدة في 2 مايو/أيار 2024. © رويترز.

وفي جامعة شيكاغو، تحدثت الإدارة عن “معلومات حول وجود مشادات جسدية” في الحرم الجامعي، مشيرة في بيان إلى أنه في غياب اتفاق مع المحتجين، فإن الوقت قد حان لتفريق الحشد. وكانت الشرطة موجودة في مكان الأحداث الجمعة. وأظهرت صور على منصات التواصل متظاهرين يتواجهون مع متظاهرين مناهضين لهم. 

اقرأ أيضامؤيدون لإسرائيل يهاجمون طلابا متضامنين مع غزة وسط موجة مظاهرات تجتاح الولايات المتحدة

وبعدما انتقدها طلاب وأعضاء بهيئة التدريس بشدة لدعوتها الشرطة مرتين للتدخل، تحدثت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق عن “اضطرابات” في المؤسسة التي تديرها. وقالت في شريط فيديو نشر الجمعة على المنصات: “كان الأسبوعان الماضيان من أصعب الأسابيع في تاريخ كولومبيا”، مضيفة أن احتلال الطلاب لمبنى كان “عملا عنيفا”. وتابعت: “لدينا كثير من العمل لنفعله، لكنني ملتزمة بالعمل كل يوم ومع كل واحد منكم لإعادة البناء في حرمنا الجامعي”.

وليل الثلاثاء الأربعاء، أخرجت القوات الأمنية التي تدخّلت بصورة مكثفة الطلاب الذين كانوا يحتلون مبنى في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن، احتجاجا على الحرب في غزة. كذلك، فُكّكت مخيمات أخرى في جامعتَي أريزونا في توسون (جنوب غرب) وويسكنسن ماديسون (شمال) وفق وسائل إعلام محلية.

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون خارج مباني جامعة نيويورك في مانهاتن. الولايات المتحدة في 03 مايو/أيار 2024.
متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون خارج مباني جامعة نيويورك في مانهاتن. الولايات المتحدة في 03 مايو/أيار 2024. © أ ف ب.

وأعلنت شرطة نيويورك الخميس أن 48 بالمئة من الأشخاص الـ282 الذين أوقفوا في حرمي جامعتي كولومبيا و”سيتي كوليدج أوف نيويورك” مساء الثلاثاء هم متظاهرون غير منتسبين إلى المؤسستين.

وفي جامعة تكساس في دالاس، أخلت الشرطة الأربعاء مخيما احتجاجيا وأوقفت 17 شخصا على الأقل بتهمة “التعدي الإجرامي”، بحسب الجامعة.

وأعلنت جامعة براون في بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرق) التوصل إلى اتفاق مع الطلاب، يقضي بتفكيك مخيمهم الاحتجاجي في مقابل تنظيم الجامعة عملية تصويت حول “سحب استثمارات براون من شركات تسهّل وتستفيد من الإبادة الجماعية في غزة”.

إيرلندا: طلاب في كلية يقيمون مخيما مؤيدا للفلسطينيين

أقام طلاب كلية ترينيتي في العاصمة الإيرلندية دبلن يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة مخيما أجبر الجامعة على تقييد دخول الحرم الجامعي السبت وإغلاق معرض (كتاب كيلز)، أحد أهم عناصر الجذب السياحي في إيرلندا.

وأقيم المخيم في وقت متأخر الجمعة بعد أن قال اتحاد طلاب كلية ترينيتي إن الجامعة فرضت عليه غرامة قدرها 214 ألف يورو (230 ألف دولار) بسبب خسائر مالية تكبدتها نتيجة احتجاجات في الشهور القليلة الماضية لا تتعلق فقط بالحرب في غزة.

وقالت كلية ترينيتي إنها قصرت دخول الحرم الجامعي على الطلاب والموظفين والمقيمين لضمان السلامة وإن معرض كتاب كيلز سيتم إغلاقه السبت. وقالت رئيسة الجامعة ليندا دويلو في بيان صدر قبل أيام إن كلية ترينيتي تراجع استثماراتها في مجموعة من الشركات، وإن أكاديميين يدرسون اتخاذ قرارات بشأن العمل مع المؤسسات الإسرائيلية.

وتناصر إيرلندا منذ فترة طويلة حقوق الفلسطينيين، وتعهدت الحكومة بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين قريبا.

الحكومة الفرنسية: “الحزم كامل وسيبقى كاملا”

وفي فرنسا، أخرجت الشرطة المتظاهرين من مبنى معهد سيانس بو من دون حوادث. وأوضحت شرطة باريس “أرسل قائد الشرطة قوات إنفاذ القانون لإخلاء سيانس بو.. أُخرج 91 شخصا دون حوادث”.

وقال طالب يدعى هشام عرف عن نفسه بأنه ممثل لـ”لجنة فلسطين”، إن سلطات الجامعة أمهلت المجموعة 20 دقيقة للمغادرة قبل الإجلاء القسري إذ إن “الامتحانات ستجرى اعتبارا من الإثنين”. وقال باستيان (22 عاما) إنه أُخرج على أيدي شرطيين مع متظاهرين آخرين بشكل سلمي في مجموعات من 10 أشخاص، لكن لوكا، وهو متظاهر آخر قال “جُر البعض وأُمسك آخرون برؤوسهم أو أكتافهم”. وبقي بعض الطلاب في نهاية الشارع المغلق بعد إخلاء المبنى وكانوا يهتفون: “ما زلنا هنا، حتى لو كان سيانس بو لا يريدنا” و”يحيا نضال الشعب الفلسطيني”.

إخلاء اعتصام طلابي مؤيد لقطاع غزة في معهد الدراسات السياسية (Sciences Po Paris) بباريس في 3 مايو/أيار 2024.
إخلاء اعتصام طلابي مؤيد لقطاع غزة في معهد الدراسات السياسية (Sciences Po Paris) بباريس في 3 مايو/أيار 2024. © أ ف ب.

وخارج جامعة السوربون وسط باريس، نظم أعضاء اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا “طاولة حوار” الجمعة. وقال رئيسه سامويل لوجوايو لإذاعة “جي”: “نريد أن نثبت أنه ليس صحيحا أنه لا يمكنك التحدث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني (…) للقيام بذلك، علينا تحديد الأشخاص الذين يصفون الطلاب اليهود بأنهم متواطئون في الإبادة الجماعية”.

وخلال تجمع دعما للقضية الفلسطينية في البانثيون الجمعة في باريس شارك فيه شبان ونواب من اليسار الراديكالي، قال زعيم حزب “فرنسا الأبية” جان لوك ميلانشون: “أنا أتحمل واجب الدفاع عن التزام الشباب النضالي ضد الإبادة الجماعية في غزة. أدعو كل من يستطيع الانضمام إليهم ودعمهم معنويا وماديا”.


كذلك، أخرجت الشرطة طلابا من معهد الدراسات السياسية في ليون، كما أبعدت عشرات الطلاب الذين كانوا يغلقون مدخل حرم جامعي في سانت إتيان، قرب ليون، لليوم الثاني على التوالي.

في المقابل، أكدت الحكومة الفرنسية الجمعة أن “الحزم كامل وسيبقى كاملا”، مع تدخل الشرطة لفضّ الاعتصام.

من كندا إلى المكسيك وأستراليا

كذلك، احتل حوالي مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين الخميس قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء “كيستون-ايه تي اس”. وقال المنظمون في بيان إن التحرك “يتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا”.

يتكرر المشهد في دول أخرى منها المكسيك حيث نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيدين للفلسطينيين في مكسيكو الخميس خياما أمام “جامعة المكسيك الوطنية المستقلة”، كبرى جامعات البلاد احتجاجا على استمرار الحرب في غزة.

اقرأ أيضاهل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم “إرادة سياسية” لوقف الحرب في غزة؟

ووضع الطلاب فوق مخيمهم الاحتجاجي أعلاما فلسطينية وردّدوا شعارات بينها “عاشت فلسطين حرّة!”، و”من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!”. ورفع المحتجون عدة مطالب بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدولة العبرية.

أما في أستراليا، فقد تجمع مئات المتظاهرين منهم مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل الجمعة في إحدى جامعات سيدني، وأطلق كل جانب شعارات. لكن الاحتجاج بقي سلميا رغم بعض الجدالات المتوترة. ويخيم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين منذ عشرة أيام قبالة جامعة سيدني.

تحركات طلابية في العراق ولبنان

عربيا، نظم طلاب جامعة النهرين في بغداد الخميس وقفة تضامنية مع قطاع غزة والاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية. ورفع طلاب وأساتذة العلمين الفلسطيني والعراقي، ولافتات “فلسطين حرة”.

وقبل أيام، نظم طلاب في جامعات لبنانية عدة وقفات تضامنية مع الفلسطينيين. فقد تجمع عشرات الطلاب داخل حرم الجامعة الأمريكية العريقة في بيروت، هاتفين: “انتفاضة، انتفاضة” ورافعين الأعلام الفلسطينية. ووضع عدد منهم كوفيات. وحمل بعضهم لافتة كتب عليها “إزالة الاحتلال تعني تأسيس دولة ديمقراطية واحدة من النهر إلى البحر”.

وحمل آخرون لافتات متضامنة مع جنوب لبنان الذي يشهد تبادلا يوميا لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، أي غداة اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم “طوفان الأقصى” غير مسبوق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

فرانس24/ أ ف ب




Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

من هو أندريه بيلوسوف، وزير الدفاع الروسي الجديد والمقرب من فلاديمير بوتين؟

قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائمة ترشيحاته لوزراء الحكومة الجديدة ورؤساء الأجهزة الأمنية لمجلس الاتحاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *