#أنا أيضا ساقطة.. الإيرانيات يطلقن وسما للتنديد بمضايقات رجال الدين

في مستشفى بمدينة قم الدينية المقدسة، تعرضت امرأة كانت تحمل ولدها المريض بين ذراعيها إلى مضايقة من رجل دين بتعلة أن حجابها لم يكن يغطي رأسها وسقط على كتفيها. وأدى مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة في 9 مارس/ أذار إلى موجة تنديد حيث نددت النساء الإيرانيات بسلوك رجل الدين الذي كان يحمل هاتفا في يده بنيته تقديم شكوى ضد الأم، عبر تطبيق أعدته الجمهورية الإسلامية للإبلاغ عن حالات عدم ارتداء الحجاب الإسلامي. واتهم مستخدمو هذا التطبيق هذه المرأة بأنها “ساقطة” ما أدى إلى موجة تنديد واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

نشرت في:

7 دقائق

يظهر تسجيل مصور التقطته كاميرات المراقبة أما متربعة في الزاوية وقد سقط حجابها جزئيا على كتفيها ولم يعد يغطي شعرها، فيما كان رجل دين قريبا منها بصدد استخدام هاتفه النقال.

في تسجيل مصور ثان، نرى المرأة وقد تملكها الغضب تهاجم رجل الدين متهمة إياه بالتقاط صور لها مع ابنها المريض دون أن يطلب الإذن لذلك. “أعطني هاتفي، اسمح لي بمشاهدة الصورة وحذفها” تقول المرأة. وفيما جاءت نسوة أخريات بعضهن يرتدين الحجاب وأخريات دونه لتقديم المساعدة لها. واختطفت إحداهن الهاتف من يد رجل الدين وتحققت من محتوياته.

صورة مثبتة من الشاشة من مقطع فيديو التقط في مستشفى بمدينة قم في 9 أذار/ مارس 2024. وظهرت المرأة في الصورة متربعة في ركن وابنها بين ذراعيها وقد بان شعرها من تحت حجابها، فيما كان رجل دين يستخدم هاتفا ذكيا بالقرب منها.
صورة مثبتة من الشاشة من مقطع فيديو التقط في مستشفى بمدينة قم في 9 أذار/ مارس 2024. وظهرت المرأة في الصورة متربعة في ركن وابنها بين ذراعيها وقد بان شعرها من تحت حجابها، فيما كان رجل دين يستخدم هاتفا ذكيا بالقرب منها. © صورة مراقبون فرانس24

وبعد عام ونصف ومن اندلاع احتجاجات حركة “مرأة حياة حرية” إثر وفاة الشابة مهسا أميني لدى احتجازها عن شرطة الأخلاق في أيلول/ سبتمبر 2022، كان رد فعل النساء في إيران قويا جدا على هذه الحادثة الأخيرة. إذ حصدت هذه الصورة مئات الآلاف من المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار عدد كبير من التعليقات إلى أن رجل الدين كان بصدد استخدام تطبيق أعدته الحكومة الإيرانية ويعرف باسم “ناظر” (مراقب أو مخبر باللغة الفارسية) خصيصا لإخطار السلطات بالانتهاكات المتعلقة بإلزامية ارتداء الحجاب التي تعترضهم. وتتلقى النسوة اللاتي يتعرضن للوشاية “إخطارات بعدم ارتداء الحجاب” عبر رسالة نصية قصيرة وفي بعض الحالات يتعرضن لعقوبات على غرار مصادرة سياراتهن.


في هذه الرسالة التي نشرت على تطبيق تلغرام في 9 أذار/ مارس 2024، نشرت نساء إيرانيات تسجيلات مصورة التقطتها كاميرات المراقبة في مستشفى بمدينة قم نرى من خلالها الأمم تهم رجل الدين بالتقاط صور لها مع ابنها المريض. ووُصف رجل الدين بأنه “خنزير وسخ” بعد شكوك بأنه استخدم تطبيق وشاية أعدته الحكومة للإبلاغ عن عدم ارتداء هذه المرأة الشابة الحجاب بالشكل المطلوب. صورة مراقبون فرانس24

بالنسبة إلى مساندي النظام فإن تصرف “المرأة كان مشينا”

في 10 أذار/ مارس الجاري، أعلن المدعي العام في قم حسن غريب بدوره أنه يدعم بشكل مطلق رجل الدين الذي ظهر في المقطع المصور. وقال في تصريح “سنلاحق مثيري البلبلة على النظام العام والأشخاص الظالعين في نشر مقطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام المعارضة والناطقة بالفارسية في الخارج”. من جهته، صرح المدعي العام المساعد في نفس المدينة روح الله مسلم خاني في 12 أذار مارس الجاري لوسائل إعلام محلية بأنه تم إيقاف أربعة أشخاص في إطار التحقيق في نشر مقطع الفيديو.

على وسائل التواصل الاجتماعي، رمى مستخدمون مساندون للنظام بكل المسؤولية على الأم، واتهم بعضهم المرأة الشابة بأنها قامت “بتصرف مشين”. واستخدم هؤلاء شتيمة “ساليطة” باللغة الفرنسية التي يمكن أن نترجمها إلى “ساقطة” باللغة العربية بتعلة أنها سمحت بسقوط حجابها على كتفيها عندما كانت تعتني بابنها.

بعدة نشر مقطع الفيديو عبر قناة معارضة للجمهورية الإسلامية، وصف عدد من أصحاب الحسابات الموالية للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي المرأة بأنها سساقطة" حيث قال أحدهم في منشور "ما نراه بوضوح في هذه المقطع المصور هو التصرف الساقط لهذا المرأة.
بعدة نشر مقطع الفيديو عبر قناة معارضة للجمهورية الإسلامية، وصف عدد من أصحاب الحسابات الموالية للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي المرأة بأنها سساقطة” حيث قال أحدهم في منشور “ما نراه بوضوح في هذه المقطع المصور هو التصرف الساقط لهذا المرأة. © صورة مراقبون فرانس24

ما الذي كان رجل الدين يفعله بهاتفه؟

وبعد وفاة الشابة مهسا أميني لدى احتجازها عند شرطة الأخلاق الإيرانية في شهر أيلول/ سبتمبر 2022، اندلعت مظاهرات عارمة في البلاد، ما جعل الجهورية الإسلامية تغير من استراتيجيتها. حيث تم وقف جولات ضباط شرطة الأخلاق في الشوارع وطلب النظام من المواطنين الإعلام على النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب الإلزامي في الأماكن العامة.

كما أنشأ النظام مواقع إنترنت وخطوطا هاتفية وتطبيقا على الهواتف الذكية تسمح للمواطنين بإعلام الشرطة بسهولة تامة على النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب. ويتطلب الأمر من المواطنين الذين ينزلون تطبيق “ناظر” على هواتفهم تسجيل حساباتهم والحصول على ترخيص بعد تلقي تدريب بسيط. ويتم استخدام التقارير في وقت لاحق لفرض غرامات مالية أو اعتقال النساء المعلن عنهن، في بعض الحالات.


نشرت هذه الرسالة في 10 أذار/ مارس 2024 وتشير إلى إمكانية أن رجل الدين كان يستخدم تطبيق “ناظر” ال\ي منحته السلطات للعملاء المعتمدين. ويتيح هذا التطبيق لمستخدميه إبلاغ السلطات بالنساء اللواتي لا يلتزمن بقواعد ارتداء الحجاب.

في المقابل، رد مساندو حركة “مرأة حياة حرية” بإطلاق وسم  #أنا أيضا ساقطة للتعبير عن دعمهم لهذه الأم. وكتبت امرأة في تغريدة منشورة على منصة إكس (تويتر سابقا) “ثورة مرأة حياة حرية لا تزال متقدة” قبل أن تضيف “لا يمكن لنا أنا نعتقلها وهذه المرأة لها تأثير على حياتنا وعلى ثقافتنا في كل مرة تتاح فيها فرصة. في بعض الأحيان، نقاوم بمجرد رفع حجابنا، وفي بعض الأحيان من خلال استخدام عبارات #أنا أيضا ساقطة”.


وكتبت إمراة أخرى عبر منصة إكس أيضا ” #نحن نساء ساقطات، ونساند إسقاط نظام الملالي المنحرفين، وسنصبح أكثر وقاحة”.

“إذا كانت هذه المرأة ساقطة، فنحن كلنا ساقطات”

آسية أميني هي ناشطة إيرانية مدافعة عن حقوق المرأة وتقيم في النرويج. وتوضح المرأة الوضع في إيران قائلة:

يسعى نظام الجمهورية الإسلامية إلى تأليب الناس ضد بعضهم البعض من خلال تكليف مريديه باتخاذ إجراءات ضد الأشخاص الذين لا يشاركونهم نفس نمط التفكير.

واتقد الناس غضبا بعد مشاهدة المقطع المصور الذي ظهر فيه رجل الدين في ثوب مخبر. مجرد مهاجمة امرأة في مدينة قم ووصفها بأنها “ساقطة” أدى إلى نشأة هذه الحركة وانتشار هذا الوسم الذي تريد النساء من خلاله توجيه رسالة مفادها بأنهن كلهن ساقطات في أعينهم إذا ما تعلق الأمر بمجرد الدفاع عن حقوقنا ورد الفعل.

شتم النساء وإهانتهن بوصفهن بعبارات مثل “ساقطة” الغاية منها استخدام سلاح لأخذ السلطة على أجسادهن وتصرفاتهن وحياتهن”. والقول “حسنا أنا أيضا ساقطة”

السلطات لم تقم باعتقال الملا. بل تم إيقاف الأشخاص الذين نشروا التسجيل المصور.

رد فعل الناس فيما يتعلق بمسائل مرتبطة بارتداء الحجاب وعلى النساء بصفة عامة، تغير منذ اندلاع حركة “مرأة حياة حرية”. على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية حرمت المتظاهرين من قدرتهم على التظاهر في الشوارع من خلال القتل والاغتصاب والاعتقال والإعدام، وكل ذلك لا يعني أن الحركة الاحتجاجية لم تنطفئ. هذه الحملات على الإنترنت أو هذا النوع من ردود العفل ضد رجال الدين تشكل نوعا من الاحتجاج.

منذ سنة 2022، تغيرت النظرة إلى موضوع المساواة بين الجنسين. وحسب استطلاع آراء نشر الأسبوع الماضي في طهران، فإن أقل من 2 في المئة من سكان العاصمة الإيرانية يدعمون قمع الأشخاص من قبل الدولة في مسائل تشمل ملف الحجاب.

 




Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

ما تجب معرفته عن الانتخابات التشريعية التي يشارك فيها نحو مليار ناخب

970 مليون هندي مدعوون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المقررة الجمعة لاختيار أعضاء برلمانهم الجديد. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *