أجيال “المازدا”

حركت في نفسي الصورة الكثير من المشاعر والغضب والعتاب، وهل يعقل أن يستمر حال الجزائر بهذا الشكل… حين لا يوفر النقل لأجيال من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة في بلد حباه الله بكل الخيرات، ولا أعني هنا “النفط الزائف”، ويضطر هؤلاء الظاهرون في الصور إلى ركوب “المازدا” حالهم كحال كباش عيد الأضحى هذه الأيام، فالأمر لا يدعو للألم والحسرة بل لحمل الحقائب وطلب سائق المازدا، إيصالي إلى المطار لأغادر هذا الوطن ولا أعود إليه… إلى حين؟.
العيب كل العيب على وزارة التربية التي لم تعد تهتم بحال التلميذ كما لم تهتم بذلك من قبل… منذ 2001 وأنا أمارس مهنة الصحافة، وأكتب عن نفس المشاكل لما فيها غياب النقل المدرسي، ومع كل السنوات التي تعاقبت تتأزم الوضعية أكثر مما تحل… وبعد وزير فخامته ورعايته السامية ولد عباس الذي صار يسمى وزير الحافلات، لم يتغر الوضع، وحولت حافلات النقل المدرسي إلى غير وجتها بلا حسيب ولا رقيب، ووقعت حوادث مرور مميتة بسبب تهور سائقين أختيروا هم أيضا بلا حسيب ولا رقيب… ليس عيبا أن تركب مازدا وتذهب من أجل الدراسة، إن كان والدك لا يكسب غير المازدا، لكن المؤسف أن تتحول المازدا إلى وسيلة النقل الجماعية، أو يكون صاحبنا هو من ينقل التلاميذ بمقابل لإيصالهم إلى مقاعد الدراسة،… والأخطر من ذلك أن يكون كل هؤلاء قد قاموا بـ”سطوب” ورأفة منه قام صاحب المازدا بالتوقف لهم ونقلهم،.. وهنا تكون المعضلة… تعبت من وأظنني سأتعب أكثر مع وزيرة تربية تريد أن تكون كنجمات هوليود أو بوليود، ويا ليتها تسكت ولا تقل “وفرنا وقررنا ووزعنا”، لأني وقتها ربما سأرمي بنفسي تحت عجلات المازدا….

بقلم زبير فاضل

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

أول عملية استزراع لصغار سمك القاجوج الملكي (صور)

تم اليوم الأربعاء، إطلاق أول عملية استزراع لصغار سمك القاجوج الملكي (Dorade) في الأقفاص العائمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *