بحضور بايدن وغياب بوتين… إحياء الذكرى الثمانين لإنزال قوات الحلفاء في نورماندي

بحضور الرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والمستشار الألماني أولاف شولتس، يحيي الحلفاء الخميس الذكرى الـ 80 لإنزال النورماندي. ومهد الإنزال الذي نظمه الأمريكيون والبريطانيون ورجال الجنرال شارل ديغول بسرية تامة، الطريق أمام إلحاق الهزيمة بألمانيا النازية. وفي خطوة ذات دلالات قوية، استُبعدت روسيا، حليفة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية، بسبب غزوها لأوكرانيا.

نشرت في:

5 دقائق

بعد ثمانية عقود، يلتقي الحلفاء الخميس على شاطئ أوماها “الدموي” في إقليم نورماندي الفرنسي بدون روسيا لكن إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإحياء ذكرى الانتصار على النازية فيما تشتعل الحرب مجددا في أوروبا.

وقد وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن والعاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تحية للتضحيات الهائلة التي قدمها عشرات آلاف من الجنود في النورماندي إلى حيث وصلت طلائع الجنود الأميركيين فجر 6 حزيران/يونيو 1944 وحيث خسر الحلفاء أكبر عدد من الرجال في مواجهة قوة النار الألمانية.

وقال الملك تشارلز الثالث أمام النصب التذكاري البريطاني في فير سور مير الذي يطل على شاطئ غولد وهو أحد مناطق إنزال القوات البريطانية “نستذكر الدروس التي تعلمناها، مرة أخرى عبر العقود: يجب على الدول الحرة أن تقف معا للتصدي للطغيان”. وأضاف: “دعونا نصلي لكي لا يتم تقديم مثل هذه التضحيات مجددا” قائلا “امتناننا ثابت وإعجابنا أبدي”.

من جهته قال رئيس الوزراء الكندي إن العالم يجب أن يواصل الدفاع عن الديمقراطية. وأضاف في مراسم كندية في كورسول-سور-مير القريبة “الديموقراطية لا تزال مهددة اليوم. إنها مهددة من قبل المعتدين الذين يريدون إعادة رسم الحدود”. وتابع: “أسلوب حياتنا لم يأت بالصدفة، ولن يستمر بدون جهد”.

سيكونون على الشاطئ الأكثر رمزية قرب مدينة بايو (شمال غرب) حيث هبطت طلائع الجنود الأمريكيين فجر 6 حزيران/يونيو 1944 وحيث خسر الحلفاء أكبر عدد من الرجال في مواجهة قوة النار الألمانية.

تبدأ الاحتفالات عند الساعة 15,30 (13,30 ت غ) حيث سترسو سفن في أوماها بيتش لاستحضار هذا الإنزال مع تحليق طائرات دوغلاس سي-47، الملقبة ب “داكوتا”.

سيترأس الاحتفالات الوطنية صباحا العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث والرئيس بايدن وجاستن ترودو بحضور قدامى المحاربين.



عمليات الإنزال التي نظمها الأمريكيون والبريطانيون والكنديون في أقصى درجات السرية، ستفتح الطريق أمام تحرير فرنسا وهزيمة ألمانيا النازية.

لكن بعد مرور 80 عاما على هذه العملية العملاقة، ستتجه كل الأنظار نحو أوكرانيا التي تشهد منذ شباط/فبراير 2022 هجوما روسيا داميا لا تزال نتائجه بعيدة.

استبعاد روسيا

تقول باريس إنه نتيجة لهذه “الحرب العدوانية”، تم استبعاد روسيا رسميا من الاحتفالات، وهي إحدى الدول الكبرى المنتصرة على النازية، والتي أصبحت الآن منبوذة على الساحة الدولية الغربية.

في عام 2014، كان الرئيس فلاديمير بوتين لا يزال حاضرا، رغم ضم شبه جزيرة القرم قبل ثلاثة أشهر، في إطار مساعي إحلال السلام. والتقى آنذاك نظيره الأوكراني بترو بوروشنكو بمبادرة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة أنغيلا ميركل.

لكن الحوار الشهير المعروف باسم “صيغة النورماندي” الذي أنشئ لمحاولة وضع حد للصراع الانفصالي الموالي لروسيا في شرق أوكرانيا، تلاشى منذ ذلك الحين وحلت الدبلوماسية مكان الحرب.

بعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني في النصف الثاني من عام 2023، تواصل روسيا التي تحتل حوالي 20% من أراضي جارتها، تقدمها من شرق البلاد إلى شمالها.

سيلقي ماكرون الذي يعتزم جعل هذه الاحتفالات حدثا دوليا كبيرا، قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الأوروبية، خطابا على شاطئ أوماها، يليه مقابلة تلفزيونية.

هذا الحضور الرئاسي الطاغي، الذي يأتي في إطار الحملة الانتخابية، يواجه انتقادات شديدة من المعارضة.

سيستقبل الرئيس أيضا نظيره الأوكراني الجمعة في باريس، ما يشكل مناسبة لإصدار إعلانات جديدة عن مساعدات عسكرية، ثم الرئيس بايدن السبت الذي يقوم بزيارة دولة إلى العاصمة.

“روح التضحية”

خلال كلمة له، يرتقب أن يشيد جو بايدن الذي وصل إلى فرنسا الأربعاء، بتحالفات الولايات المتحدة ويدافع عن الديموقراطية، وكلها فرص لمواصلة منافسته مع دونالد ترامب عن بعد.

يخشى حلفاء الولايات المتحدة، في حال فوز سلفه الجمهوري في تشرين الثاني/نوفمبر، من منحى انعزالي جديد من جانب الولايات المتحدة، ما قد يقضي على معركة أوكرانيا في مواجهة روسيا.

الأربعاء، في الأول من الاحتفالات أشاد ماكرون “بروحية التضحية” لدى المحررين ووجه تحية لذكرى الضحايا المدنيين لقصف الحلفاء.

هناك ما بين 50 ألف و70 ألف ضحية مدنية سقطت في قصف الحلفاء في فرنسا بينهم عشرة آلاف في نورماندي فقط في صيف 1944.

وقال “أعرف أن بلادنا قوية بشبابها الجريء والشجاع، ومستعدة لنفس روح التضحية التي تحلى بها كبار السن”، مشيداً بمقاتلي المقاومة البريتونيين ومظليي فرنسا الحرة ضمن القوات الخاصة البريطانية، والقوات الخاصة البريطانية في بلومليك.

الجمعة سيلقي الرئيس الفرنسي خطابا في بايو وهو نفس المكان الذي تحدث فيه الجنرال ديغول بعيد عملية الإنزال، في 14 حزيران/يونيو 1944 وعرض فيه مشروعه الرئاسي لفرنسا في حزيران/يونيو 1946.

 فرانس24 / أ ف ب 


Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

أصوات فلسطينية: البيت الفلسطيني يحتاج قيادة جديدة تحمي الأرض والشعب | سياسة

لم يكن انعقاد ملتقى الحوار الفلسطيني الثاني في إسطنبول مطلع هذا الأسبوع حدثا عاديا، ليس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *