النظام المغربي يدلّس على شعبه بإشاعة مساعدات غزة

بعدما فشل النظام المغربي في إقناع الرأي العام في بلاده بزيف خبر رسو باخرة صهيونية محملة بالأسلحة لقتل الفلسطينيين، بميناء طنجة، عمد إلى حيلة أخرى، لم تنطل على الشعب المغربي والرأي العام عموما، تمثلت في توجيه سفينة محملة بالمساعدات الطبية للشعب الفلسطيني، في محاولة يائسة لتلميع صورة القصر الممسوخة بتورطه في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ومباشرة بعد المنشور الصادر عن “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، الذي حمل انتقادا شديد اللهجة للنظام المغربي، على خلفية سماحه برسو باخرة صهيونية محملة بالأسلحة للكيان الغاصب، في ميناء طنجة للتزود بالوقود والمؤونة، وكذا دعوة الهيئة ذاتها، الشعب المغربي لوقفة احتجاجية الإثنين 24 جوان 2024، على تواطؤ القصر مع الكيان الغاصب، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الآلة الحربية الصهيونية، بادرت الخارجية المغربية، في اليوم ذاته، ببيان يتحدث عن تقديم مساعدات طبية لقطاع غزة.
بيان الخارجية المغربية تزامن والوقفة الاحتجاجية ضد تواطؤ النظام المغربي مع الكيان الصهيوني، وإن حمل عنوان نصرة الفلسطينيين، وكان واضحا بأن الهدف من اختيار التوقيت، هو محاولة التشويش على ذاكرة الشعب المغربي، الذي لم يهضم احتضان باخرة صهيونية محملة بالأسلحة للكيان، في الوقت الذي يقتل هذا الأخير الفلسطينيين بشكل يومي ووحشي وهمجي، لم يسبق له التاريخ مثيلا في العصر الحديث.
ومما زاد من غضب الشعب المغربي ومن ورائه الهيئات والمنظمات المناهضة للتطبيع والداعية لقطع العلاقات مع الكيان الغاصب، هو أن دولة مثل إسبانيا، التي لا تربطها مع الفلسطينيين سوى روابط الإنسانية، كانت قد رفضت استقبال باخرة صهيونية في موانئها محملة بالأسلحة متوجهة لتل أبيب، الأمر الذي زاد من منسوب المهانة وانعدام الشرف لدى الشعب المغربي، لاسيما أن ما يجمع من روابط بين الشعب المغربي ونظيره الفلسطيني، يتجاوز بكثير الروابط الإنسانية إلى روابط الأخوة والدين والعرق والمصير المشترك.
غير أن القشة التي قصمت ظهر البعير، كما يقول المثل العربي السائر، هو أن العاهل المغربي الذي سمح للباخرة الصهيونية بالرسو في موانئ مملكته المطبعة للتزود بما تحتاجه، يرأس ما يعرف بـ”لجنة القدس”، التي يفترض أن تكون في مقدمة المتضامنين والمدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته، التي هي في الواقع مقدسات الأمة العربية والإسلامية برمتها، التي يفترض أن المملكة العلوية جزء منها.
ولم يلجأ النظام المغربي إلى التشويش على ذاكرة المغربيين بنشر معلومات عن تقديم مساعدات طبية لسكان قطاع غزة، إلا بعد أن فشلت مناورته الأولى في تكذيب خبر استقبال الباخرة الصهيونية في ميناء طنجة، حيث أوحى لبعض الوسائل الإعلامية التي تدور في فلكه، إلى تكذيب هذا الخبر، وذلك استنادا إلى مصادر مجهولة، ودون أن يتجرأ أصحاب هذا الفعل البائس، على كشف هوية المسؤول صاحب التكذيب، لعل الأمر ينطوي على بعض المغفلين.
ويكشف هذا الأسلوب في تعامل النظام المغربي مع فضيحة التطبيع ونقيضه واجب دعم القضية الفلسطينية، عن حالة من الانفصام والارتباك في إدارة هذين الملفين الحساسين، فهو يجمع الشيء ونقيضه، أي أنه يحاول إقامة علاقات قوية مع الكيان الصهيوني ويحمي مصالحه حتى في وقت قطيعة هذا الكيان مع دول غربية صديقة له كإسبانيا مثلا، وبالمقابل يروّج بوقاحة منقطعة النظير، خطابا مفاده أن الرجل الأول في القصر العلوي، هو الحامي الأول للشعب الفلسطيني ومقدساته باعتباره رئيسا لما يعرف “لجنة القدس”.. أي صلف هذا؟ وما موقف الشعب المغربي المتمسك بقيمه من ذلك؟
مثل هذه الممارسات البائسة تشير إلى أن قاطرة النظام المغربي وصلت إلى طريق مسدود، وأن القصر استنفد كل السبل من أجل استغباء الشعب المغربي، وهذا مؤشر خطير على أن أيام العائلة العلوية الحاكمة في الرباط، باتت معدودة بسبب تراكم خياناتها على مدار عقود، وقد أصبح هذا الأمر مكشوفا لدى الشعب المغربي، الذي يبدو أنه ينتهز الفرصة للانقضاض على سلطة ونظام حكم أصبحا بلا شرف ولا كرامة، وهو المعطى الذي يدركه القصر العلوي جيدا، بقراره الارتماء في أحضان الكيان الصهيوني، لحمايته من الشعب المغربي، عندما يجد الجد، وحينها سوف لن ينفعه أحد.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post النظام المغربي يدلّس على شعبه بإشاعة مساعدات غزة appeared first on الشروق أونلاين.


Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

ثلاثة ذئاب تهاجم امرأة بحديقة حيوانات سفاري في ضواحي باريس

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية كانت السيدة تقيم في نزل في حديقة حيوان ثواري، على بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *