الجزائر Algerie 48

ماذا تعرف عن يفغيني بريغوجين زعيم فاغنر الذي تأكد نبأ مقتله؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

زعيم فاغنر الذي تضاربت الأنباء بشأن مقتله

تأكد مقتل قائد مجموعة فاغنر للمرتزقة الروس يفغيني بريغوجين بعد تحليل للحمض النووي للجثث التي عُثر عليها بعد تحطم الطائرة التي كانت تقلهم الأربعاء الماضي، وذلك بحسب تصريحات لمسؤولين روس.

وقالت لجنة التحقيق إنه تم التعرف على هويات جميع الضحايا العشرة وتمت مطابقتها مع هويات ركاب الطائرة.

وكانت طائرة بريغوجين الخاصة قد تحطمت في منطقة تقع شمال – غربي موسكو في 25 أغسطس/ آب، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها.

وكان من بين الآخرين الذين كانوا على متن الطائرة التي كانت تحلق من موسكو إلى سان بطرسبرغ، أعضاء فاغنر فاليري تشيكالوف، وسيرجي بروبوستين، ويفغيني ماكاريان، وألكسندر توتمين، ونيكولاي ماتوسيف.

وكان يقود الطائرة الطيار أليكسي ليفشين ومساعده رستم كريموف، وكانت هناك مضيفة طيران واحدة هي كريستينا راسبوبوفا.

وجاء الحادث بعد شهرين من قيادة بريغوجين لتمرد فاغنر ضد القوات المسلحة الروسية، والاستيلاء على مدينة روستوف الجنوبية والتهديد بالزحف إلى موسكو.

ونفى الكريملين التخمينات التي تقول إن موسكو هي المسؤولة عن الحادث.

فماذا نعرف عن يفغيني بريغوزين؟

يشتهر يفغيني بريغوزين، 62 عاماً، بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.

ويظهر في إحدى أشهر صوره وهو يقدم طبقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد عُرف الرجل فيما بعد بلقب “طباخ بوتين”.

ينحدر كل من بريغوزين وبوتين من مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، وتعود علاقتهما ربما إلى التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ، وكان يتردد حينها على مطعم بريغوجين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين.

ازدهرت أعمال بريغوجين في مجال الإطعام وتوسعت بعد إبرام عقود مع الجهات الحكومية مثل المدارس ورياض الأطفال وفي النهاية مع الجيش، إذ وصلت قيمة هذه العقود إلى أكثر من 3 مليارات دولار، وفقا لتحقيق أجرته مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني.

التضليل

في عام 2010 ربطت عدة تحقيقات صحفية بريغوجين بوحدة معلومات مضللة تعرف باسم “مصنع ترول” في سانت بطرسبرغ. و ذكرت الأخبار أن المصنع ينتج مواداً وينشرها عبر الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة السياسية الروسية وتلميع صورة الكرملين من جهة أخرى.

ووفقا لتحقيق أجراه لاحقاً المستشار الخاص روبرت مولر في عام 2016 كان مصنع الترول جزءاً من محاولة روسية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ونفى حينها بريغوزين وجود صلات له بالمصنع.

لكن في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي حينما كانت انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة جارية، اعترف بمحاولات التأثير على السياسة الأمريكية.

وقال بريغوجين في بيان نشره مكتبه الصحفي: “لقد تدخلنا (في الانتخابات الأمريكية) ومستمرون بذلك، وسنواصل التدخل. سنقوم بذلك بعناية ودقة ومهارة وبطريقتنا الخاصة ونعرف كيف نقوم بذلك”.

وأضاف بريغوجين “من خلال عملياتنا الدقيقة سنزيل الكلى والكبد في آن واحد” متباهياً بقدرة روسيا في هذا المجال.

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة،

زار بوتين عام 2010 مطبخ بريغوجين لإعداد وجبات الغداء لأطفال المدارس خارج سانت بطرسبرغ

عمليات فاغنر

لسنوات عديدة نفى بريغوجين صلاته بمجموعة المرتزقة العسكرية فاغنر، بل رفع دعوى قضائية ضد الصحفيين الذين زعموا أنه أسسها.

ظهرت فاغنر لأول مرة في شرق أوكرانيا في عام 2014، حيث ساعدت الانفصاليين المدعومين من روسيا في السيطرة على الأراضي الأوكرانية وفي إنشاء جمهوريتين منفصلتين في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

ومنذ عام 2014 شاركت فاغنر في العديد من الصراعات في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في سوريا وفي العديد من البلدان في أفريقيا.

ويقال إن المجموعة تشارك في الأعمال العسكرية في عدد من الدول التي تشهد صراعات داخلية، مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية فيها. فعلى سبيل المثال ذُكر أن عناصر المجموعة تحرس حقول النفط التي تسيطر عليها الحكومة السورية، مقابل الحصول على نسبة من عائدات الحقل.

في ليبيا قاتلت فاغنر إلى جانب الجنرال خليفة حفتر عندما حاول الأخير الإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، وتم تمويل المرتزقة من الدخل الناتج عن صناعة النفط في البلاد.

في جمهورية أفريقيا الوسطى، تقف المجموعة إلى جانب الحكومة الحالية في مواجهة المسلحين الإسلاميين المتشددين.

جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو

التعليق على الفيديو،

بي بي سي: “مجموعة روسية غامضة” تنشط في ليبيا

في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي وبعد ستة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا اعترف بريغوزين فجأة أنه أسس مجموعة فاغنر، بعد أثبتت أنها واحدة من أكثر الوحدات الروسية فعالية في الحرب.

“قمت بتنظيف الأسلحة القديمة بنفسي، وقمت بفرز السترات الواقية من الرصاص شخصياً ووظفت متخصصين يمكنهم مساعدتي في ذلك. كان ذلك في 1 مايو/أيار 2014، حينها ولدت مجموعة وطنية وهي التي أصبحت فيما بعد تسمى كتيبة فاغنر” حسبما قال بريغوجين عبر بيان أصدره مكتبه الصحفي الذي أكد ذلك البيان لرويترز أيضاً.

بريغوجين من الموالين بشدة للرئيس بوتين وهو أحد الأصوات القليلة البارزة التي أعربت عن عدم الرضا عن أداء قيادة الجيش الروسي في أوكرانيا.

وقف إلى جانب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف في انتقاد ألكسندر لابين، أحد كبار الجنرالات الروس، وسخر منه لإخفاقاته في أوكرانيا.

وقال قديروف إنه يجب خفض رتبة لابين إلى جندي وإرساله إلى الخطوط الأمامية. وأشاد بريغوجين بصراحة قديروف، قائلاً “رمضان: أنت في غاية الحماس”.

من الناحية الرسمية لم بشغل بريغوجين أي منصب رسمي في المؤسسة الرسمية الروسية، ورغم ذلك من الواضح أنه كان يتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

توسعت أعمال بريغوزين في مجال المطاعم وبات يعرف بطباخ بوتين

ويقول خبراء عسكريون لبي بي سي إن الأسلحة المتطورة التي استخدمها مقاتلو فاغنر في ليبيا غير متوفرة في سوق الأسلحة ولا يمكن الحصول عليها إلا من خلال اتصالات حكومية على أعلى المستويات.

في مارس/آذار الماضي وبعد الغزو الروسي مباشرة، قال المسؤولون الأمريكيون إنه تم نشر ما لا يقل عن ألف مرتزق في شرق أوكرانيا. وقال جون إف كيربي، السكرتير الصحفي للبنتاغون في إفادة صحفية وقتها: “نحن نعلم أنهم هناك ونعلم أنهم يريدون تعزيز وجودهم هناك في أوكرانيا”.

في وقت لاحق، قام بريغوجين بجولة على السجون الروسية لتجنيد السجناء المحكومين للقتال في أوكرانيا ومن المستبعد القيام بمثل هذا الخطوة بدون موافقة الجهات العليا في الدولة.

وشجع بريغوجين السجناء على الانضمام للقتال قائلا إن المجتمع سيحترمهم وحذرهم من ارتكاب جرائم جديدة مثل الاغتصاب، قائلاً : “لا تشربوا الكحول، لا تتعاطوا المخدرات، لا تغتصبوا.. كونوا منضبطين”.

وعد السجناء بأنهم سينشرون في الخطوط الأمامية لمدة ستة أشهر وبعدها سيكونون أحراراً للعودة إلى ديارهم وبسجلات جنائية “نظيفة”.

في الآونة الأخيرة عاد سجين سابق أدين بتهمة القتل إلى بيته بعدأن أمضى ستة أشهر في القتال.


Source link
Exit mobile version