ماذا تريد الصين من دعوة فتح وحماس لزيارتها؟ | سياسة

ماذا تريد الصين من دعوة فتح وحماس لزيارتها؟ | سياسة

رام الله- مجددا تلتقي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للحوار وبحث سبل الدفع قدما بملف المصالحة العالق منذ عام 2007، لكن هذه المرة في الصين، التي وصلها الجمعة وفدان يمثلان الحركتين.

وقالت الحركتان ودبلوماسي مقيم في بكين لوكالة رويترز الجمعة، إن الصين ستستضيف محادثات لمناقشة جهود المصالحة الداخلية، ونقلت عن مسؤولين في الحركتين قولهما إن وفد حماس يرأسه عضو المكتب السياسي في الحركة موسى أبو مرزوق، في حين يرأس وفد حركة فتح عزام الأحمد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، أمس الجمعة “ندعم تقوية السلطة الوطنية الفلسطينية، وندعم كل الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة، وزيادة التضامن عبر الحوار والتشاور”.

الصين استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار أميركي لإدانة حماس على خلفية هجوم 7 أكتوبر (الفرنسية)

المصالحة وملفات أخرى

وإن كان المعلن هو ملف المصالحة، مع ضآلة فرص إحراز أي تقدم فيه، يقول محللان سياسيان للجزيرة نت إن الدعوة الصينية لا تقتصر عليه، إنما تأتي أيضا ضمن مساعيها لدعم الموقف الفلسطيني في مجلس الأمن، والدفع للأمام باتجاه حل الدولتين، كما تتضمن رسالة أخرى لمواطنيها المسلمين ولمسلمي العالم.

ووفق مدير مركز القدس للدراسات الدكتور أحمد رفيق عوض فإن دخول الصين “بهذه القوة” في الملف الفلسطيني، يعني أنها لم تعد كما كانت من قبل، إنما “أصبحت لها مصالح وعلاقات متشابكة، ولا سيما الاقتصادية منها”.

وأضاف أن تدخل الصين “يأتي استكمالا لأدوارها المختلفة، كونها قوة عالمية كبرى تشكل قطبا يقابل القطب الرأسمالي الأميركي الأوروبي، ولها مصالحها ورؤيتها”.

ومن اللافت أيضا أن الصين معروفة بدعمها للشعب الفلسطيني في مختلف المحافل، وخاصة في مجلس الأمن، بما في ذلك دعمها العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة.

لذا يعتبر عوض أن الصين قد ترى في نفسها القدرة والرغبة على التدخل في الشأن الفلسطيني “باعتباره شأنا إقليميا وعالميا، وبالتالي ستترجم قوتها الاقتصادية إلى قوة سياسية”.

ويشير المحلل الفلسطيني إلى علاقة قديمة وقوية بين الصين وحركة فتح، وعلاقة حديثة مع حركة حماس، ويرى أنه بالإضافة لمحاولة الدفع بملف المصالحة، فإن في استضافة الصين لحركة حماس “رسالة مزدوجة”، كونها متهمة باضطهاد مسلمي الإيغور، يمكن أن يقرأ فيها العالم الإسلامي وسكان الإقليم “أنها ليست ضد الإسلام”.

أما على صعيد ملف المصالحة، فيجزم رئيس مركز بالقدس باستبعاد تحقيق أي تقدم، لأنه “لا حماس ولا فتح تقبل أو ترضى أو ترى أنه من المناسب إعطاء الصين ميزة إنهاء الاقسام، مع وجود أطراف وقوى عربية إقليمية بذلت جهودا في ذلك ولم تنجح”، في إشارة لمصر.

علاقة تاريخية ومتوازنة

مسؤول وحدة الأبحاث في المركز الفلسطيني للأبحاث والسياسات الإستراتيجية خليل شاهين يرى أن الصين حافظت على علاقة متوازنة مع كل الأطراف الفلسطينية، لكن علاقتها تاريخية مع الجانب الرسمي ممثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية ثم السلطة الفلسطينية، وتبدو حذرة في علاقتها مع الفصائل.

ولا تعد الدعوة الصينية الرسمية لوفد حماس هي الاتصال الأول لبكين مع الحركة، بل سبقتها لقاءات بين قيادات من حماس ومسؤولين صينيين قبل وبعد الحرب على غزة.

وهو ما يعتبره شاهين محاولة من الصين لتلعب دورا أكثر نشاطا في مجلس الأمن وفي إطار علاقتها مع الولايات المتحدة، وتتحدث عن ضرورة التركيز على المعالجة السياسية للعدوان على غزة، من خلال إطلاق أفق سياسي يؤدي للتوصل إلى ما بات يعرف بـ”حل الدولتين”.

ويبدو أن الموقف الصيني يستند إلى مبادرة سابقة للرئيس الصيني بهذا الخصوص، لكن شاهين يعتبر أنه “لا توجد روافع في واقع الحال لتحقيق أي تقدم”، حيث تبدو الصين ضعيفة من ناحية ممارسة نفوذ أكبر على مختلف الأطراف ذات العلاقة بالعملية السياسية، نظرا لاستمرار هيمنة الولايات المتحدة على هذا الملف.

أما عن هدف دعوة حماس وفتح، فقال إن “الهدف الرئيس المعلن هو دفع الفلسطينيين للتوصل إلى رؤية مشتركة وموحدة، وهو عنوان عام، لأنه من الصعب أن تنجح الصين فيما فشل فيه آخرون، يمتلكون وزنا وأوراق ضغط على الطرفين، وتحديدا مصر الراعي الأساسي للمصالحة، والتي تعتبر غزة التي تسيطر عليها حماس جزءا من أمنها القومي”.

وإضافة لعدم امتلاكها أوراق ضغط، يتابع المحلل السياسي أن “سياسة الصين لا تقوم على ممارسة الضغوط على الأطراف لخلق بيئة إيجابية للحوار”، لافتا إلى أن كلا من الأحمد وأبو مرزوق ذاتهما جلسا وتحاورا عشرات المرات، “ولا أعتقد أنهما مخولان من قيادتيهما بتحقيق اختراق”.

الصين وطوفان الأقصى

وفي مارس/آذار الماضي، اجتمع الدبلوماسي الصيني وانغ كيجيان مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قطر، بحسب وزارة الخارجية الصينية.

ولا تعتبر الصين حماس تنظيما إرهابيا، كما أنها لم تدن عملية طوفان الأقصى، بل قالت إن “إسرائيل بالغت في رد الفعل على العملية”، كما استخدمت هي وروسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لإدانة حماس على خلفية هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

​وفي مقابلة مع الجزيرة الخميس، أكد وزير خارجية الصين وانغ يي “الدعم الثابت لدفع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية عبر الحوار” و”الدعم الثابت لفلسطين بالحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة”.

ويأتي لقاء الصين، بعد أقل من شهرين من لقاء مماثل نهاية فبراير/شباط الماضي في موسكو، لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة، وفق ما أُعلن وقتها، إلا أنه لم يحقق تقدما كبيرا.




Source link

عن عبد الله

المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع الجزائر 48

شاهد أيضاً

هكذا يرى خبراء غربيون نقاط القوة والضعف لدى حماس وإسرائيل | سياسة

هكذا يرى خبراء غربيون نقاط القوة والضعف لدى حماس وإسرائيل | سياسة

باريس- مع اقتراب دخول الحرب في غزة عامها الثاني، تتسع رقعة الصراع مع جيش الاحتلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *