يُرجّح أن يفوز رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي وحلفاؤه في انتخابات الهند العامة الثلاثاء، ولكن بأغلبية برلمانية أقل مع تجاوز أداء المعارضة التوقعات. فيما أرجع المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى موجة حر تضرب شمال الهند مع تجاوز الحرارة 45 درجة مئوية.
نشرت في:
4 دقائق
يتوجه تحالف حزب “بهاراتيا جاناتا” بقيادة رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي نحو الفوز في انتخابات الهند العامة الثلاثاء. ولكن لأول مرة منذ عقد، سيفشل في ضمان أغلبية إجمالية وحده، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات، ما يعني أنه سيضطر للاعتماد على شركائه.
ولطالما توقّع المراقبون والاستطلاعات أن يحقق مودي فوزا ساحقا، علما بأن حملته الساعية لكسب تأييد الأغلبية الهندوسية أثارت قلق المسلمين الذين يتجاوز عددهم 200 مليون، ما فاقم المخاوف المرتبطة بحقوق الأقليات.
هذا، ويتوقع أن يضاعف حزب المؤتمر المعارض الرئيسي تقريبا عدد مقاعده في البرلمان، في تحوّل لافت مدفوع إلى حد كبير بالاتفاقات الرامية لتقديم مرشحين بشكل منفرد في مواجهة “بهاراتيا جاناتا”.
ومع فرز 90 في المئة من الأصوات، بلغت حصة “بهاراتيا جاناتا” من الأصوات 37,3 في المئة، وهي نسبة أقل بقليل من تلك المسجلة في آخر انتخابات العام 2019.
وأظهرت أرقام مفوضية الانتخابات بأن “بهاراتيا جاناتا” وحلفاءه احتلوا الصدارة مع فوزهم بـ288 مقعدا من مجموع المقاعد البالغ 543، ما يكفي للحصول على أغلبية برلمانية.
لكن “بهاراتيا جاناتا” نفسه لم يحصل سوى على 244 مقعدا، مقارنة مع 303 مقاعد فاز فيها قبل خمس سنوات، بينما فاز حزب المؤتمر بـ99 مقعدا مقارنة مع 52 في الانتخابات الماضية.
“هزيمة معنوية” وتراجع في الأسهم…
وبدأت الاحتفالات في مقر حزب “بهاراتيا جاناتا” قبل الإعلان الكامل عن النتائج. كما سادت أجواء احتفالية أيضا في مقر حزب المؤتمر في نيودلهي.
وقال النائب في الكونغرس راجيف شوكلا للصحافيين إن “بهاراتيا جاناتا فشل بالفوز بأغلبية كبيرة وحده.. إنها هزيمة معنوية بالنسبة لهم”.
وتراجعت الأسهم إثر التوقعات بأن تعرقل الأغلبية الأقل قدرة “بهاراتيا جاناتا” على المضي قدما بتنفيذ إصلاحات.
كما تراجعت الأسهم في الوحدة الرئيسية المدرجة في البورصة من “أداني انتربرايزس” المملوكة لغواتام أداني، حليف مودي الرئيسي، بنسبة 25 في المئة.
وإلى ذلك، واجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه الضخمة إذ تضعفهم الخلافات الداخلية إلى جانب القضايا الجنائية التي يقولون إنها مدفوعة سياسيا والهادفة لتحطيم أي منافسة.
ومن جانبه، ذكر مركز أبحاث “فريدوم هاوس” الأمريكي هذا العام بأن حزب “بهاراتيا جاناتا” استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين”.
وعاد الأحد الماضي رئيس وزراء العاصمة نيودلهي أرفيند كيجريوال وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي، إلى السجن.
وكان قد اعتُقل كيجريوال (55 عاما) في آذار/مارس بعد تحقيق فساد استمر مدة طويلة، لكن أطلق سراحه لاحقا وسمح له بمواصلة حملته شرط عودته إلى السجن فور انتهاء التصويت.
وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه “عندما تصبح السلطة ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية”، متعهّدا مواصلة “الكفاح” من خلف القضبان.
قلق لدى من وصفهم مودي بـ”المتسللين”
ويزداد قلق العديد من أفراد الأقلية المسلمة حيال مستقبلهم في الدولة العلمانية دستوريا. وصدرت عدة تصريحات متشددة عن مودي نفسه خلال الحملة إذ وصف المسلمين بـ”المتسللين”.
ومن جهته، قال رئيس مفوضية الانتخابات راجيف كومار الإثنين “على الناس أن يعرفوا مدى قوة الديمقراطية الهندية”، مؤكدا “لدينا عملية فرز متينة”.
وبناء على أرقام المفوضية التي تفيد بأن عدد الناخبين المسجّلين بلغ 968 مليونا، شارك 66,3 في المئة منهم، وهي نسبة أقل بنقطة مئوية واحدة تقريبا عن تلك المسجلة في آخر انتخابات عامة في العام 2019 عندما بلغت نسبة المشاركة 67,4 في المئة.
هذا، وأرجع المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى موجة حر تضرب شمال الهند مع تجاوز الحرارة 45 درجة مئوية.
وتعد هذه الانتخابات الهندية ضخمة من حيث حجمها والتعقيدات اللوجستية المرتبطة بها إذ أدلى 642 مليون ناخب بأصواتهم في المدن الكبرى مثل نيودلهي وبومباي إلى جانب مناطق الغابات ذات الكثافة السكانية القليلة وفي جبال الهيمالايا أيضا.
فرانس24/ أ ف ب
Source link