[ad_1]
من مجزرة إلى أخرى يسقط فيها مئات الضحايا يوميا بين شهداء وجرحى والعشرات الأخرين مفقودين تحت الانقاض ومستشفيات خارج الخدمة وهي تعج بعشرات آلاف المرضى والعائلات النازحة والمشردة وأكفان لم تعد تكفي لتكفين العدد الهائل والمرعب من الجثث لدرجة أن الكفن الواحد أصبح يستعمل لأفراد أسرة كاملة.. ذلك هو جزء من يوميات سكان قطاع غزة بكل وجعها وألمها تتكرر منذ 26
فما ينام عليه سكان غزة منذ 26 يوما من قصف مكثف ومدمّر للمنازل والأحياء السكنية والمنشآت المدنية والبنى التحية، يستيقظون عليه في اليوم الموالي وعدّاد الضحايا يرتفع بشكل متسارع ومرعب لتقارب، أمس، 8900 شهيد قرابة النصف منهم أطفال أبرياء لا ذنب لهم فقط لأنهم ولدوا في غزة لتكون أيضا غزة مقبرتهم كما وصفتها منظمة “اليونيسيف“ التي قالت إن قطاع غزة تحوّل لمقبرة آلاف الأطفال.
أما آلة التقتيل الصهيونية فماضية في تنفيذ مخططها في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي دون الاكتراث لأي شرائع دنياوية ولا دينية ولا أخلاقية ما دامت وجدت الغطاء وتحصلت على الضوء الأخضر من حليفتها الولايات المتحدة التي ترفض لحد الآن مطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار، وهي التي راحت في حرب أوكرانيا تحشد العالم أجمع ضد روسيا وتذرف دموع التماسيح على الضحايا الأوكرانيين، بل وتقول إنه لا يمكن وقف إطلاق النار ما دامت إسرائيل لم تقض بعد على “حماس“ وإن كان ذلك على جثث المدنيين العزل من أبناء غزة.
فكيف تقضي إسرائيل على حماس وكتائب القسام وغيرهم من فصائل المقاومة الفلسطينية، وهي تستقوى وتنفرد فقط بالمدنيين العزل فتقصف بطيرانها الحربي ومدفعياتها الثقيلة المباني السكينة وحتى المستشفيات والمساجد والكنائس وتمحوا أحياء بأكملها بذريعة أن المقاومين متحصنين بها في عذر أقبح من ذنب.
وهي الذريعة التي رفعتها، أمس، لتبرر اقترافها لمجزرة جديدة في مخيم جباليا بقصفها لمنطقة الفلوجة بمخيم جباليا بحجة القضاء على أحد عناصر حركة حماس ولا يهم أن تقصي أيضا على عشرات وحتى مئات المدنيين الذين سقطوا في مجزرة، أمس، في مخيم جباليا الذي لم ينته من عد شهداء مجزرة الثلاثاء حتى يستيقظ سكانه أمس على مذبحة جديدة.
والمفارقة أن الكيان الصهيوني الذي دمّر قطاع غزة وألحق به خرابا هائلا وحرّم سكانه من أدنى أساسيات الحياة من ماء وكهرباء ودواء وغذاء ويقول مسؤولو جيشه أنهم ضربوا منذ بدء عدوانهم الدموي في السابع أكتوبر الماضي، 11 ألف هدف تابع لحماس، لم يغير ذلك شيئا في معادلة الحرب الجارية والمقاومة تواصل كفاحها المسلح الأسطوري ضد هذا المحتل الغاشم بنفس عزيمة وحماس اليوم الأول من عملية “طوفان الأقصى“.
ولا تزال كتائب القسام وسريا القدس وغيرها من الفصائل المسلحة الأخرى تضرب بقوة وتمطر مستوطنات غلاف غزة وحتى ما تسمى بتل أبيب الكبرى بدفعات مكثفة من الصواريخ والقذائف ولا يزال عناصرها المقاومون يخوضون معارك واشتباكات ضارية في الميدان.
فعن أي أهداف يتحدث الكيان الصهيوني الذي أقر أمس بمقتل 15من جنوده في المعارك البرية الحامية الوطيس الدائر راحها في شمال غزة وتؤكد المقاومة أنه تلق خسائر جد فادحة في صفوف قواته وعتاده المتطور والفتاك.
وإلى متى سيستمر هذا الكيان الدموي في سفك دماء الغزاويين، والعالم كله يشاهد على المباشر صور الاف الاطفال الضحايا بين شهداء وجرحى ومشاهد الدمار والخراب للأحياء السكنية وصرخات النساء والأمهات وجهود رجال الدفاع المدني الذين يرفعون الحجارة بأيديهم العارية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من حتى الانقاض ومشاهد المرضى والجرحى في المستشفيات الخارجة عن العمل وأطباء يجرون عمليات جراحية معقدة دون أي مستلزمات طبية ووسط الركام. هي ليست مشاهد من أفلام الخيال وما ينتجه الهوليود من أفلام رعب هي حقيقة وواقع يعجز اللسان عن التعبير لكنه يحدث يوميا في غزة الجريحة والمنكوبة.
للتحقيق في جرائم الصهاينة ضد الصحافيين في غزة.. “مراسلون بلا حدود“ ترفع دعوى قضائية أمام الجنايات الدولية
رفعت منظمة “مراسلون بلا حدود“ غير الحكومية، أمس، دعوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية في “جرائم حرب“ ضد الصحافيين في الحرب الدائر رحاها بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني في قطاع غزة.
وقالت “مراسلون بلا حدود“ إنها رفعت دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في “جرائم حرب“ ارتكبت ضد الصحفيين في غزة وإسرائيل، مشيرة في موقعها الرسمي إلى أن 34 صحفيا قتلوا منذ السابع من أكتوبر الماضي غالبيتهم العظمى في غزة وواحد في لبنان وآخر في إسرائيل.
وشملت الدعوى أيضا التدمير الكامل أو الجزئي الذي طال أكثر من 50 مؤسسة إعلامية في غزة ضمن مساعي الكيان الصهيوني للتعتيم على حقيقة ما يجري في قطاع غزة وإخفاء الأدلة الدامغة على ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
ويتزامن رفع هذه الدعوى مع ادانة عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، عمر نزال، استهداف الاحتلال الصهيوني المباشر منذ السابع اكتوبر الماضي للصحفيين الفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية من خلال قصف مقرات عملهم واستهداف منازلهم وعائلاتهم.
وأكد في تصريح لـ“واج“ أن ذلك ولد جو عمل شديد الخطورة للإعلاميين ويهدف لإخفاء جرائم الإبادة الجماعية المتواصلة بالقطاع.
وبلغة الأرقام، أوضح عمر نزال، أن الأسرة الإعلامية في فلسطين فقدت إلى غاية الآن 25 صحفيا و11 من العاملين في قطاع الاعلام، إلى جانب فقدان 30 زميلا لأسرهم نتيجة القصف المباشر لمنازلهم واستهدافها في قطاع غزة. كما أن هناك هدم لمنازل 35 صحفيا آخر.
ولم يسلم الإعلاميون في الضفة الغربية من انتهاكات الكيان الصهيوني، حيث طالت الاعتقالات 18 صحفيا منذ السابع أكتوبر، بالإضافة إلى ظروف العمل التي يواجهونها، ممثلة في التقييدات الكبيرة نتيجة حواجز الاحتلال وإغلاق وكالة واحدة للأنباء ومحطة إذاعية واحدة تبث من مدينة الخليل.
Source link