المساء – أكاديمية من خمس نجوم

احتكرت أكاديمية “فايتينغ كلوب“، الواجهة بامتياز في ساحة كينغ بوكسينغ وطنيا ودوليا، من خلال البروز اللافت لمصارعيه في المنازلات من المستوى العالي، سمح لهم بانتزاع تتويجات عن جدارة واستحقاق، نظير الاستراتيجية التكوينية التي تتبناها الأكاديمية، التي أشرف على تأسيسها الثنائي عبد الرحمان عكوش وعبد الوهاب لعبري، الذي بلور مشروعه ليصل إلى توزيع فروع ناديه على ثلاث نقاط من ولايتي الجزائر العاصمة (

باب الزوار وبئر مراد رايس) والبليدة (حي العبازين/ بوقرة).

لم يمر هذا التألق مرور الكرام، حيث ارتأت “المساء“ التقرب من النادي ومسؤوليه، للتعرف عن قرب على الأكاديمية وسر نجاحها، الذي وصل إلى التحاق مصارعيها بالتشكيلة الوطنية الجماعية، وعليه يؤكد القائمون على شؤون فرع كينغ بوكسينغ، أن “فايتينغ كلوب“، أضحى خزانا مضمونا للمنتخب الوطني، الذي تنتظره رهانات كبيرة خلال الشهر الجاري، والمتمثلة في مونديال السعودية للفنون القتالية، المقرر ما بين 20 و30 أكتوبر الحالي، حيث دعم التعداد الجزائري بعناصر أثبتت علو كعبها بامتياز، في المواعيد الفارطة، على غرار المصارع عبد الله بوحسان، الذي نال المعدن النفيس في المنافسات القارية والإقليمية، وجاء الدور الآن مع المصارع خلوف موسى جاسر، المعني بسفرية الرياض.

ويبدو أن العمل القاعدي النوعي مرهون بالدعم المادي، على حد قول التقني عبد الرحمان عكوش، الذي أشار إلى أنه رغم ميزانية الأكاديمية، التي أقل ما يقال عنها– جد معتبرة– لا تحقق الأهداف المسطرة، والمتمثلة في تمثيل كينغ بوكسينغ في البطولات العالمية للأندية، على غرار المشاركة الأخيرة للنادي في مونديال الأردن، الذي جرى شهر أكتوبر 2022، وخلالها، أبانت العناصر الجزائرية على جودة تكوينها القاعدي، حيث ترجم ذلك بحصاد المصارع عبد الله بوحسان، الذي فاز بميداليتين من المعدن النفيس في اختصاصين (فول كونتاكت ولايت كونتاكت)، ناهيك عن الميداليات الفضية والبرونزية المتحصل عليها من قبل محمد إلياس واعيل،.. هذا يعني أن مستوى النادي صار بحجم الأندية التي تملك أبطالا من طراز عالمي.

في هذا الشأن، قال المسؤول الأول عن فايتينغ كلوب: “إن خرجة الأردن، تكفل بها أولياء المصارعين الذين كانوا معنيين بهذا الموعد، حيث ارتأوا إلى المشاركة لاكتشاف البيئة التنافسية العالمية، من جهة، وكذا كسب الاحتكاك والتجربة، من جهة أخرى، قصد استثمارها في المنافسات المحلية والدولية“، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن مساعي النادي في تعزيز الخزينة لم تتوقف، قصد جلب السبونسورينغ، كما تم في هذا الشأن، توظيف المعارف الشخصية لجلب التمويل من المؤسسات الخاصة، “لكن للأسف، ما هي إلا وعود لفظية“، بالتالي كل منخرط في النادي، يتحسر على شح المشاركات في الدورات الدولية.

وعلق في هذا الجانب قائلا: “نأمل من السلطات المعنية التفاتة للأندية، التي نتائجها مضمونة محليا ودوليا في الحصول على الدعم والتمويل اللازم، حتى ينجح القائمون على شؤونها في توفير الإمكانيات للمنخرطين، والمشاركة في العديد من المنافسات التي تقام خارج الوطن، مضيفا في الوقت نفسه: “لم نستفد من مساعدات السلطات المحلية سوى مرة واحدة.. ومنذ عام 2019، ونحن نصرف من أموالنا الخاصة، لجلب العتاد وتوفير الإمكانيات اللازمة، ونتمنى أن نتلقى الدعم اللازم من السلطات المعنية.. عدم وجود دعم مالي أو ممولين حرمنا من المشاركة في عدة بطولات خارج الوطن“.

ورغم مرور سنوات قليلة من نشأة الفريق، التي تعود إلى عام 2015، أكد عكوش قائلا: “إن النادي تمكن من الوصول إلى مراكز مشرفة في الأشهر الأولى من ميلاده، وفي مختلف الفئات العمرية، بداية بصنف الأداني، مرورا إلى فريق الإناث، وصولا إلى فئة الأكابر، وعليه ضمنت الأكاديمية تواجدها في وقت قياسي ضمن حظيرة الكبار، باعتلاء منصة التتويج عند الفردي، حيث تنوي خلال الموسم الجاري 2023 /2024، على تحسين ترتيبها العام وطنيا، حسب الفرق، بافتكاك احدى المراتب الثلاثة الأولى”. علما أن الموسم الفارط تحصلت على المرتبة الرابعة.

وبما أن النادي يستحوذ على 350 منخرط من كلا الجنسين، ذكورا وإناثا، من جميع الفئات العمرية، ذكر محدثنا “أن الطاقم الفني للنادي سطر برمجا تدريبيا يتماشى مع الرزنامة الدراسية للمصارعين، قصد ضمان تأطير نوعي لهم في الاختصاصات المعتمدة من قبل الاتحادية الجزائرية للكيك بوكسينغ والفول كونتاكت والرياضات المشابهة.. والتي تخص كلا من بون فايتينغ، كيك بوكسينغ، فول كونتاكت ولايت كونتاكت، وعليه قسمنا الفترة المسائية إلى حصتين؛ الأولى تخص الإناث والأصاغر، أما الثانية فهي مخصصة للأكابر. مبرزا أن “عدد منخرطي الأكاديمية مرشح للارتفاع، هذا ما يجعلنا نعمل جاهدين على توسيع النشاط في ولايات مجاورة، على غرار بومرداس وتيبازة.. لاسيما أن إقبال الشباب على ممارسة مثل هذه الرياضات في تزايد مستمر، حيث أضحت موضة العصر، خاصة عند فئة الإناث“.

علاوة عن العمل القاعدي، الذي يتعلق بالمواهب الشابة، تهتم أكاديمية “فايتينغ كلوب“ أيضا بتكوين الحكام والمدربين، حيث تتولى حاليا، تأطير أربعة مدربين تم إدماجهم في مجال التدريب، بعد حصولهم على تكوين فدرالي من المعهد الوطني للتكوين العالي، في علوم الرياضة وتكنولوجياتها بعين البنيان، إضافة إلى رسكلة الحكام، على غرار الحكم بلال عكوش، الذي كان أيضا معنيا بسفرية الأردن، من خلال توليه مهمة تحكيم منازلات البطولة العالمية للأندية، إلى جانب المشاركة في تربص تكويني، تم برمجته على هامش المنافسة، وتحصل من خلالها على شهادة حكم دولي تصنيف “س“، على حد قول محدثنا، الذي أشار إلى أن المتحصلين على هذه الرتبة يعدون على الأصابع في الجزائر، وعليه أثرى بلال عكوس سجل الحكام الجزائريين في هذا التصنيف،  ليكون بذلك مرجعا في التأطير لاحقا.        

ولم تقف إنجازات النادي عن هذا الحد، بل وصل إلى العالمية، بعد ترسيم التحاق أحد مصارعية، ويتعلق الأمر ببن كيري العياشي، بنادي محترف يخوض من خلاله منافسة “mma”، وعليه أجدد التأكيد على أن العمل الجوهري لـ“فايتينغ كلوب“ هو تكوين رياضيين في عدة تخصصات قتالية، حتى يكونوا أبطالا مستقبليين، ويرفعون الراية الوطنية في مختلف المحافل الدولية.

كاتيا صاحبي، بوحسان، خلوف حمدي وواعيل مستقبل الأكاديمية

يعد كل من عبد الله بوحسان، خلوف موسى جاسر، حمدي لطفي محمد الياس واعيل وكاتيا صاحبي، خير مثال على التكوين القاعدي الذي تنتهجه جمعية فايتينغ كلوب، نظير مشوارهم المشرف منذ التحاقهم بالفرع، حيث فازوا بتتويجات أعطت لهم أحقية الانضمام بالمنتخب الوطني الأول، على غرار بوحسان وخلوف، وبرهنوا على قدراتهم في العديد من المنافسات، خاصة العربية والإفريقية، في حين يأمل البقية في كسب رهان الالتحاق بـ“الخضر“.